سافلة، والمصريون معذورون في نقمتهم على ذلك التجنيد الذي لم يكن في سبيل مصر والمصريين، وإنما كان لخير الإمبراطورية العجوز الشوهاء، التي تربط مصر والمصريين بعجلتها، وتدفع بالعمال والجنود المصريين إلى أتون الحرب المستعمرة، حيث تلتهمهم خطوط النار الأولى، وتقضي عليهم القضاء الأخير. .
وإن هؤلاء الإنجليز لا يجهلون وطنية المصريين، ولكنهم يتجاهلونها ويشيعون عنهم في المحافل الدولية غير الحق والواقع، ولو أنصف هؤلاء الطغاة لأنصفوا هذا الشعب الذي يقدر العاملين. .!!
هذا هو اللورد أللنبي الذي جند من المصريين جيشا يحارب على غير رغبته الأتراك والألمان، وكانت أكثر المناطق المصرية تضحية بأبنائها وبنيها هي مدن القناة دون ريب، ولطالما فجع أهلوها بفقد من ذهب إلى الميدان. . ومن الغريب أن الظروف ساعدت هذه الدولة العجوز، حيث قامت الثورات في ألمانيا فاضطر الألمان إلى الانسحاب، خشية تفاقم الخطر. . وقد انتهز أللنبي هذه الفرصة. فخرج على رأس جيش لقتال الألمان والأتراك في الشام، وادعى أنه هزمهم وطردهم وتعقبهم، بينما الظروف وحدها هي التي دفعتهم إلى العودة والرحيل. .!!
وإذا كان أللنبي قد فجع كل بيت مصري في عائلة أو أحد أفراده، فإنه هو الذي سيطر على الحياة السياسية المصرية حيناً من الزمن، ولا يجهل أي مصري أن أللنبي هو الذي منع الملك فؤاد عليه رحمة الله أن يلقب بملك مصر والسودان، ضناً باتحاد أبناء الوادي أن يتخذ له كيانا تترتب عليه نتائج لا يرضى عنها الإنجليز وحرصا على تفريق الكلمة، وتوزيع الجهود. .
وأما بعد: فقد آن الأوان لأن يحطم المصريون هؤلاء الإنجليز، ويقضوا عليهم القضاء الأخير، ويتخلصوا نهائياً من هذه التماثيل. . تماثيل الشر والفساد، ليتخلص الوطن من أعدى أعدائه، ويتنفس الجميع في جو من الحرية والاستقلال. .