للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبعد أن أغلقت السكرتيرة الباب. . رفع مارتان وجهه عن الأوراق مرة أخرى. . وأخذ يتأمل وجه الزائرة خلال منظاره المكبر. . برهة. . ثم بدا عليه أنه يعرفها فقد رفع حاجبيه في شيء من الدهشة وقال: (روث. .؟

بيد أن الدهشة التي صاحبته كانت تدل على أنه غير مرتاح إلى لقائها. . وانفرجت شفتا روث عن ابتسامة رقيقة وقالت:

- أجل، - أنا - روث

- لقد انقضى أمد طويل منذ التقينا لآخر مرة. . سنوات كثيرة. . سبع على ما أذكر. .

فأجابت في صوت هادئ وكأنها تحاول ألا تستعيد تلك الذكريات:

- نعم. . سبع سنوات كاملة. .

- لقد أسعدني لقاؤك كثيرا. . . ولكن. . كيف حالك اليوم أنت. . و. . روي.؟

فصمتت وقتا. . ثم قالت:

- لقد كان الحال على ما يرام. . ولقد منحنا القدر طفلا جميلا. . غير أن روي يعاني مرضا شديدا. . وقد أشار عليه الطبيب بأن يرحل إلى الخارج. فيقضي عاما لا يزاول فيه عملا من الأعمال. . ليتسى له استعادة صحته - وإلا. . .

وكفت روث عن الحديث فسألها مارتان في تحفز:

- وإلا ماذا؟

- وإلا كان مآله القبر

- فقال مارتان متسائلا:

- وطبعا أطاع روي استشارة الطبيب واعتزم السفر. .

- كلا!

- ولماذا؟

- إن السفر يتطلب نفقات. . وليس لدينا مال. . ولذلك زرتك اليوم أطلب منك أن ترد إلى روي الألفي جنيه اللتين سرقتهما منه. . منذ سبع سنوات. .

وكان صوتها جافا قاسيا. . فقال مارتان ثائرا:

- يا لك من حمقاء! كيف تجرئين على توجيه هذه الإهانة إليّ؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>