ومخالف للمبادئ الجديدة التي خرجت بها الإنسانية من هذه الحرب الهائلة. . فنحن أمام القانون الإنساني أصبحنا أحراراً من كل حكم أجنبي. . فلا ينقصنا إلا أن يعترف مؤتمر السلام بهذا الاستقلال فتزول العوائق التي تقف بيننا وبين التمتع به بالفعل. لهذا الغرض السامي المطابق لما في نفوس المصريينجميعا ألفت أنا وأصحابي الوفد المصري للسعي في الوصول إلى الاعتراف بهذا الاستقلال وتشرفنا بتوكيل الأمة إيانا. . .
إن إيماننا بقواعد الحق والعدل هو عدتنا وكفى به عدة، وإن إجماع أمتنا على الاستقلال حجة قائمة، وما ينقصنا إلا أن يسمع مؤتمر السلام صوت الأمة، ولكن سيصله ولو من بعيد، يصله على رغم ما يقال من أن مؤتمر السلام الذي يعقد اليوم أشبه ما يكون بما سبقه من المؤتمرات، هذا هو النحو الذي ننحوه في قضيتنا)
ثم أعلن أن مطالب الوفد تشمل السودان (وإن من الفضلة أن تقرر بأن كل ما نقوله عن مصر ينسحب على السودان لأن مصر والودان كل لا يقبل التجزئة، بل إن السودان كما قال المستشار المالي في تقريره ١٩١٤ (ألزم لمصر من الإسكندرية)
ويقول الجود وهو إنجليزي معاصر في كتابه (انتقال مصر) ما ترجمته:
(وفي خلال شهري ديسمبر ويناير كان قلق المعتمد البريطاني يتزايد يوما بعد يوم، فقد كان يشاهد بعيون متعبة العداوة للبريطانيين تنمو يوماً بعد يوم آخر. لم يكن زغلولاً خاملاً، كان أسمه على شفتي كل مصري وأنتخب زعيماً للوفد بإجماع الآراء. لم يكن في مصر إلا حزب واحد، وزعيم، ومنهج واحد)
وفي ٢١ يناير غادر السير ونجت الأراضي المصرية بناء على استدعاء من لندن
أستمر الوفد في نشاطه، وعزم على عقد اجتماع عام في بيت الأمة في ٣١ يناير، ولكن قائد القوات البريطانية منعه
مقدمات الثورة:
في أول مارس ١٩١٩ قبل السلطان أحمد فؤاد استقالة رشدي باشا التي ظل أمرها معلقا منذ شهر ديسمبر ١٩١٨، وطلب إليه الاستمرار في إدارة الأعمال إلى أن يتم تأليف الوزارة الجديدة
تحرجت الحال بقبول استقالة الوزارة وأوجس الوفد خيفة من محاولة تأليف وزارة جديدة،