للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من دونهم لا تعلمونهم. الله يعلمهم. وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم. وانتم لا تظلمون - وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب، إن الله لقوي عزيز.)

والإسلام لم يحتضن النضال إلا وهو يهدف إلى إيجاد الإستقرار الذي لا غنى عنه لأمتهن وإيجاد السلام العالمي الذي تعيش الإنسانية والبشرية في كنفه وتحت رعايته آمنتين، ولم يكن من اللائق به - كدين صاحب أسمى دعوة - أن يحتم على أمته الركون والهدوء، وكتائب البغي والعدوان تأبى إلا النيل منها والكيد لعا، ولا أن يلزمها الصمت والسكون - وجحافل العناد تأبى إلى السطو عليها، والتخلص منها، والإسلام لم يقصد من إلزام أمته النضال وإعداد العدة له، بغيا أو بطرا أو عدوانا، ولكنه قصد منهما تهيئة حياة مستقرة لها، حتى تؤدي رسالتها التي من أجلها أوجدها الحق تبارك وتعالى

وقد أعتبر الإسلام بالنسبة لأمته دعامة قوية، يرتكز عيها كيانها، وتستقر حياتها، ولذلك حرضها عليه، وأعتبره جهادا في سبيل الله الذي يحق الحق ويبطل الباطل، ومن أجل حياة دائمة باقية، تنال فيها النفوس المجاهدة الصابرة أنعم ما أعده الله لأوليائه:

(فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة. ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما - فقاتل في سبيل الله. لا تكلف إل نقسك. وحرض المؤمنين. عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا. والله أشد بأسا وأشد تنكيلا - إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيانا مرصوص - وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين - فإن إعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا اليكم السلم؛ فما جعل الله عليكم من سبيلا)

ولما كان النضال دائما في مسيس الحاجة إلى المادة، لإعداد الأسلحة وما اليها، وللانفاق على الجيوش المناضلة، فقد حرص الإسلام على الإنفاق في سبيل هذه الغية، واعتبر البخل والتقتير مما يدفع بالأمة إلى الهلاك بأيديها، وقد أخذ الله على نفسه ألا يضيع جزاء الباذل. بل يضاعف له أضعاف مضاعفة:

(وانفقوا في سبيل الله. ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة. وأحسنوا إن الله لا يحب المحسنين - مثل الذين ينفقون في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل. في كل سنبلة مئة حبة. والله

<<  <  ج:
ص:  >  >>