عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون. سيحلفون بالله لكم إذا إنقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم، فأعرضوا عنهم، إنهم رجس، ومأويهم حهنم جزاء بما كانوا يكسبون - وقالوا: ربنا كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب. قل متاع الدنيا قليل، والآخرة خير لمن أتقى، ولا تظلمون فتيلا)
وأما أولئك المثبطون للهمم، الذين كانت مهمتهم أن يضعوا الأشواك في طريق النضال، وأن يشنوا حرب الأعصاب على ضعفاء الإيمان، ويثيروا الروع والفزع في نفوسهم، فقد كشف الله نواياهم، وفضح مخازيهم، لأنهم خليقون بأن يحرموا قيم الرجولة، وتتبرأ منهم صفحات المروءة والبطولة، وما أكثرهم في أيامنا هذه، يعيشون كالجراثيم، وينفثون السموم في روع المناضلين، ويعز عليهم أن يناضل غيرهم، وهم لا يرغبون في النضال، وأن يكسب الشرف سواهم، وهم ليسوا جديرين به، ويتسلحون بمنطق أعرج، وأسلوب ملتو، وحجة واهية، ليبرروا مسلكهم، ويواروا صغارهم:
(. . يقولون لو كان لنا من الأمر شيئا ما قتلنا ها هنا، قل لو كنتم في بيوتكم ابرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم، وليبتلي الله ما في صدوركم، وليمحص ما في قلوبكم، والله عليم بذات الصدور - يا أيها الذين أمنوا لا تكونوا كالذين كفروا، وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانواعندنا ما ماتوا وما قتلوا، ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم، والله يحيي ويميت، والله بما تعملون بصير - وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لا تبعناكم، هم للكفر يومئذ أقرب منهم للايمان، يقولونبأفواههم ما ليس في قلوبهم، والله اعلم بما يكتمون، الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا، قل فأدرءوا عن أنفسكم إن كنتم صادقين)