الواقع أن المجلات الأدبية هي البقية الباقية. وما زلت أذكر الحديث الذي أدلى به إليك معالي الدكتور طه حسين باشا ونشر بالرسالة منذ شهور والذي أعرب فيه عن عمل وزارة المعارف، وإستعدادها للعمل، على تشجيع الأدباء والأخذ بكل ما يغذي الحركة الأدبية والثقافية في البلاد. إن وجود طه حسين على رأس وزارة المعارف فرصة ذهبية عظيمة ينبغي أن تنتهز لإحياء الأدب وإزدهاره عن طريق مساعدة الدولة وإثابتها للجهود الأدبية
ومال الحديث إلى الناحية العملية في الموضوع، فقال الأستاذ الحكيم:
إن وزارة المعارف بإعانها للمجلات الأدبية تسدي الصنيع، لا لهذه المجلات فحسب بل للأدب والأدباء بوجه عام، فإن ذلك سسيبعثها ةعلى الإجادة والإكثار من إستكتاب الأدباء المجيدين. ويا حبذا أن تخصص الوزارة لهذا الغرض مبلغا من الإعتماد المخصص لكتب المطالعة الإضافية، فالمجلات الأدبية نفسها تعتبر من هذه المطالعة
قلت: إن الدولة تتبع سياسة تعويض المنتج وتشجيعه على الإنتاج الذي لا يجزيه الجمهور جزاءه الحق، أو بتعبير إقتصادي، لا يغطي نفقاته، كما تصنع مثلا في الخبز والسكر، أفليس لغذاء العقول مكان؟
ثم جر الحديث لتكوين جمعية الأدباء، فقال الأستاذ الحكيم: أذا اراد الأنسان أن يلقى إخوانه الأدباء فأين يجدهم؟ أليس إجتماع الأدباء وتحدثهم مثلاً فيما يجد من الأفكار أو في كتاب جديد قيم وما ينشأ من إحتكاك الآراء من تنشيط العقول وإثارة القرائح - اليس ذلك خيراً وأبقى من أن يذهب الإنسان إلى قهوة يجد فيها موظفين يقتقلون الوقت بالحديث عن الدرجات والعلاوات؟
ثم قل لي: إذا جاء إلى مصر أديب من الخارج وأراد أن يلقى أدباء مصر فأين يلقاهم إذا لم يكن لهم ناد يقصد إليهم فيه؟
وختمت حديثي مع الأستاذ الكبير بسؤاله عن جهده الأدبي في الفترة الأخيرة أو ما يعتزمه من الإنتاج في مجال الأدب والفن، قال: إنه ينوي أن يخرج كتابا أدبيا ولكنه لم يعرف بعد إسمه ولا موعد ظهوره. لأنه يحلو له دائما أن يكون هو المفاجأ بظهور كتابه فبل أن يكون المفاجئ. .