للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سبيل (سلام البيت) حيث أن (الفرد الذي لا يستمتع بالسلام في بيته) لن يعرف للسلام قيمة، ولن يتذوق له طعماً، ولن يكون عامل سلام، وفي أعصلبه معركة، وفي نفسه قلق، وفي روحه إضطراب) وفي سبيل (سلام المجتمع) حيث (تتشابك المصالح، وتتزاحم الدوافع، ويكثر الشد والجذب، والأخذ والعطاء) وفي سبيل (سلام العالم)

. . . في سبيل كل ذلك

يستعرض المؤلف الوسائل والأسباب، ويستكشف السبل المؤدية في الإسلام إلى (سلام الضمير، وإلى سلام البيت، وإلى سلام المجتمع، وإلى سلام العالم) على قيود النظر الإسلامية إلى الفرد والجماعة (فالفرد والجماعة في الإسلام ليساعدوين ولاندين، إما هما خلية واحدة في صورتين: الفرد فرداً، والفرد مشتركا في جماعة، وقد نشأت هذه الصورة من طبيعة الإسلام وإستمداد شريعته من الله لا من إنسان، فالفرد لا يشرع للجماعات في الإسلام، والجماعة لا تشرع للأفراد، إنما يخضع افرد، وتخضع الجماعة، لذلك القانون الألهي الذي يرعاهم جميعاً، وحينما يتقرر ذلك يصبح أمن الفرد الشخصي هو أمن الجماعة الكلي، وأمن الجماعة العام هو أمن الفرد الخاص، بلا تعارض بينهما ولا إنفصام

ثم يعقد المؤلف فصلاً آخر أو باباً ختامياً بعنوان (والآن. . .) يتساءل فيه عن طريقنا نحن الأمة المسلمة.؟ وكيف نواجه مسألة السلام العالمي بعقيدتنا اٌسلامية. وكيف نتصرف في المجال الدولي طبقاً لهذه العقيدة، وما واجبنا تجاه الحياة. . وتجاه الإنسانية. . . وتجاه أنفسنا؟ وقبل أن يجيب الأستاذ يأخذ في إستعراض الحالة الدولية، بما يقوم فيها من صراع، وبما يشتجر فيها من مذاهب، حتى يخلص بنا إلى الإجابة عن هذه الأسئلة، وإلى (طريق الخلاص) الذي نترك كتابه يتحدث عنه في واقع منطقي يعلو على الشك وعلى الجدال

ذلك هو كتاب الكاتب الداعية الأستاذ سيد قطب، حاولت جاهداً أن أجمل فكرته للقراء في تلك السطور

وبعد فالكتاب يقع في ١٨٠ صفحة من القطع المتوسط، ويتمتع بكل الخصائص الممكنة لمؤلفه، أما ما حدث فيه من تكرار لبعض ما ورد فيه من كتابه العدالة، مما قد يؤدي إلى إذهاب بعض جدته، فلعل السبب هو التشابك والتماسك في كليات الفكرة الإسلامية وجزئياتها، تشابكا يرغم الباحث على التطرق لكل ما يجاور مبحثه المطروق. والكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>