المأخذ الرابع: يرى الناقد أن تنتهي المسرحية في نهاية المنظر الخامس، إذ بخروج جحا من السجن وجلاء المستعمر عن البلاد تنتهي الأحداث الرئيسية للمسرحية
وهذه النقطة أختلفت فيها آراء النقاد. . فمنهم من ذهب مذهب الأستاذ أنور، ومنهم من خالفه، ومن هؤلء الأستاذ زكي طليمات مخرج المسرحية الذي يرى أن ختامها ختاماً قومياً سيكون أقل روعة - من الناحية الفنية - من ختامها الإنساني الذي يصور في بيت جحا أفراح الشعب بعد إنقشاع ظل الإحتلال البغيض، كما يصور كيف إنتهى الخط الثاني وهو الصراع بن جحا وإمرأته في مسألة زولج ميمونة
وخاصة إذا أستحضرنا في أذهاننا أن هذا الخط وإن أمكن إعتباره ثانوياً بالنسبة إلى خط الصراع بين السعب والمحتل الدخيل. . إلا أنه هو الخط المستمر في بداية المسرحية إلى نهايتها فهو - بهذا الأعتبار - الخط الرئيسي في بناء هيكلها ومن خلال حوادثها تولد خط الصراع الآخر. أما أنا فقد ترجحت زمنا بين هذين الرأيين إلى أن إستقر رأيي في النهاية على أنه لا باس في الصورة التي تعرض بها الرواية على المسرح من هذا الختام القومي الذي يقترحه الناقد، وذلك مراعاة للظروف الراهنة فقط
أما في صورتها كتاباً يخرج للناس فلا غنى عندي من المشهد السادس
المأخذ الخامس: أخذ الناقد على شخصية أم الغصن على إنها قليلة التطور وإنها على لون واحد. وجوابي على ذلك أن أم الغصن الشخصية المحورية في المسرحية. والشخصية المحورية تكون في الغلب مكتملة وناضجة في بدء الرواية، وقلما تتطور كما نص على ذلك صاحب كتاب وإني أخالف الناقد في قوله إن ذلك أدى إلى ركود في الحركة المسرحية. والذي خبرته بنفسي أن المشاهد بعدما عرف أم الغصن من المشهد الثاني كان دائما يستطيع أن يتنبأ بما ستتصرف به في مختلف المواقف والأحداث اللاحقة ولكن دون أن يفقد تشوقه إلى مشاهد ذلك. وتلك طبيعة الشخصية المحورية التي بغيرها لا يمكن أن توجد مسرحية على الإطلاق
المأخذ السادس: أن المؤلف أبرز أبن جحا (الغصن) أبله في أقواله وأفعاله، وأقتصر على إبراز هذا اللون الواحد في كل مشهد ظهر فيه، فهو يبحث عن ديكه ثم يتخيل أنه ذبح فيبكيه، وهو ينقلب ديكاً. وبهذا التكرار أبطل المؤلف الأثر الذي أراده لهذه الشخصية وهو