بين شوقي والزهاوي، وشابه بين حافظ والرصافي، وأفرد المطران، وتقسيم أستاذنا الزيات أدنى الأنصاف بحيث تكون المقارنة بين شوقي والزهاوي أكثر مناسبة منها بين شوقي والرصافي. نقول ذلك وإن منا لا نجد مبرراً لهذه المقارنة ولا مجال لها إلا لإذا وضعنا في الكفة المعادلة لكفة شوقي شاعراً كالمتنبي والمتنبي فقط، لا إبن الرومي ولا أبا تمام الذين زكاهما للمقارنة صديقنا المعداوي - مع تقديرنا لآرائه في النقد - ورحم الله شوقي القائل: -
ولي درر الأخلاق في المدح والهوى ... وللمتنبي درة وحصاة
ثم لماذا ينجح إخواننا العراقيون إلى هذه الإقليمية البغيضة ويتهمون الرسالة وعهدنا بها منذ أن عرفناها لا تفرق بين أوطان العروبة، بل بعكس ذلك، فإن كتابها ينادون دائماً بإزالة هذه الفوارق الوهمية القائمة في بعض الأذهان! حبذا لو اعتبر العراقيون شوقي شاعرهم وشاعر الأقطار الشقيقة الأخرى قبل أن يكون شاعر مصر. . لأن الشوقيات تغنت بأمجاد تلك الأقطار أكثر من تغنيها بمجد مصر. ولعله من القوق لشوقي الذي أنكر الإقليمية في وطنه العربي الكبير أن ننظر إليها من زاويتها الضيقة المظلمة