للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فوق منبر الأمم المتحدة، ليتحدث عن دم المصريين الذي أراقته الحراب البريطانية، وعن حقوق المصريين التي هضمتها الهجمة البريطانية، وعن كرامة المصريين التي أهدرتها النذالة البرطانية؟ حسبنا منه هذه الكلمات أو هذه الصرخات وهو يقول: (عندما عقدت جمعيتنا العامة دورتها الخامسة في شهر سبتمبر من العام الماضين كانت أحلك الغيوم التي تلقي ظلها الكثيف على هذا العالم المضطرب هي حرب كوريا، أما في هذا العام فهنالك حربان، حرب في كوريا، وحرب في البلد الذي أتشرف الآن بأن أخاطبهم باسمه. . إنها حرب حقيقية تشنها على مصر دولة لا تزال تدعي بأنها حليف لمصر! لقد تدفقت الإمدادات البريطانية من برية وبحرية وجوية على منطقة قناة السويس لمضاعفة قوات الاحتلال. ولقد استولت هذه القوات على المنطقة بأكملها ووضعتها تحت الحكم العسكري وعزلتها عن سائر أجزاء المملكة ووضعت يدها على المرافق العامة، واعتدت على السلطة القضائية فمنع القضاة من مباشرة مهمتهم المقدسة في هذا الجزء من أرض الوطن، ومنهم من قبض عليه وحرم الطعام يومين كاملين. . ولم يقتصد جنود الاحتلال في إطلاق النار على رجال الجيش والبوليس فضلا عن المدنيين الآمنين، ولم يتورعوا عن قتل النساء ولأطفال!

(لقد أبدي مندوب الولايات المتحدة ووزير خارجيتها في خطابه البليغ عنايته بحقوق الإنسان، وخبرنا عن بعض الحوادث التي وقعت في المجر وتشيكوسلوفاكيا فوصفها بأنها سحق وحشي للحرية، وإني لأسائل نفسي أي وصف يمكن أن يطلقه على الفظائع التي يرتكبها في منطقة القتال أصدقاؤه وحفاؤه البريطانيون؟ أما أنا فلا أتردد في أن أدعوها عدوانا همجيا مخجلا من المملكة المتحدة، وخرقا صارخا للسلام العالمي والأمن الدولى، وامتهانا بالغا لمبادئ الميثاق وأهدافه السامية!!)

ماذا نقول لمعالي وزير المعارف بعد الذي قاله معالي وزير الخارجية؟ نقول إن اللغة التي تهين كرامتنا يجب أن تلغى، وإن الثقافة التي تشين قوميتنا يجب أن تلعن: في كل كتاب توجد، وفي كل مدرسة تلقن، وعلي كل لسان تنطق، وهذا هو أيسر الجزاء وأهون العزاء. . إن تلك اللغة كما قلنا ليست أشرف اللغات وإن هذه الثقافة ليست أعمق الثقافات، فلم لا تستبدل بهما لغة الألمان وثقافة الألمان، أو لغة الروس وثقافة الروس، أو لغة الفرنسيين

<<  <  ج:
ص:  >  >>