الغاشمة، والقدرة الضائلة الطاغية، التي نمدها نحن بمقومات حياتها. . وتبارك هذا النوع من أبنائها، وتلعن كل من أعرض عن نداء الواجب. ولم يصخ لصوت الضمير، ونداء الوطنية العادل. .
وإن في إمكاننا وحدنا أن نقطع شرايين الإنجليز ونحبسهم في حيز ضيق لا يستطيعون منه فكاكا، ونكرههم على الفرار من وادي النيل كله، وذلك حين نقطع ما بيننا وبينهم من صلات وعلاقات، فلا نطعمهم ولا نسقيهم ولا نتعاون معهم ولا نسكنهم ولا نشتري بضائعهم، وننظر إليهم نظرة احتقار وازدراء، ونعامل من يتعاون معهم معاملة الخائن لوطنه، ونضيق عليهم الحصار حيث يثقفون.!
ولقد علمتنا الحوادث أن الإنجليز لا يجدي معهم الأخذ والرد، والجدل والنقاش، والمباحثات والمعاهدات، فذلك باب أتقنوه، وبرعوا في سياسة اللف والدوران، وسياسة كسب الوقت. . وإنما تغلبهم القوة القاهرة، ويخضعهم العزم الصارم، ويذلهم التصميم الحازم، ولقد عرفت إيران كيف تصفع الإنجليز صفعة هزت كيانها، وزلزلت بنيانها، وحطمت أعصابها، وأكرهتها على الخضوع لرغبات الإيرانيين الأبطال. . فمتى نفهم هذه الحقائق ونعلم أن تحقيق الأمل، ونيل الأماني، هو بالكفاح والنضال، وندرك أنه لا قيمة لما ينتهجه الزعماء الآن من أقوال مجلجلة، وتصريحات جريئة، وخطب طنانة، وهتافات مدوية، وتصفيق جاد. . فمتى أدركنا ذلك أمكننا أن نقضي على هؤلاء الغاصبين، وأن نتخلص من شرهم، وأن تختفي من منطقة القناة هذه الوجوه الكالحة، كما اختفت من قبل من القاهرة والإسكندرية