الحياة التي يراها على المسرح. . وكان على المؤلف أن يخالف الواقع في بعض الخطوط ليخدع المشاهد، ويجتذبه إلى المسرح. . أما القول بأن النغمة الخطابية كانت في مواضع خاصة لا تصلح فيها غير هذه النغمة لتساوق الحالة النفسية، فذلك ما تخالف فيه المؤلف، لأن الصدق في تصوير الحالة النفسية يؤدي إلى الطبيعة، أما النغمة الخطابية فتميل إلى المبالغة، وفي المبالغة افتعال وخروج على الطبيعة
وقد ورد المؤلف على المأخذ الرابع، الخاص بانتهاء المسرحية دراماتيكيا في نهاية المنظر الخامس، بأن هناك من يخالفني في هذا الرأي الخ. . وإيضاحاً لوجهة نظرنا نقول أنه وإن كان خط الصراع بين جحا وامرأته هو الخط الرئيسي في بناء هيكل المسرحية، إلا أن هذا الخط يعتبر خادماً لخط الصراع الرئيسي، ولما كانت وظيفة إبراز هذا الخط، فيجب أن ينتهي حيث ينتهي الصراع الرئيسي
. . ومن حيث المأخذ الخامس الخاص باقتصار المؤلف في تصويره لشخصية أم الغصن على إبراز اللون الواحد. . والشخصية المحورية تكون دائما مكتملة النضج من بدء الرواية. . نقرر أننا لا نعارض هذا الرأى، ولكنا نعارض ذلك التكرار في عرض اللون الواحد في كل منظر ظهرت فيه أم الغصن، وكان على المؤلف أن يوزع تصويره لجوانب هذه الشخصية على المناظر التي ظهرت فيها، لا أن يعرض الجوانب المختلفة لهذه الشخصية في كل منظر ظهرت فيه، وذلك دون مساس بموقفها من الصراع الذي تمثل أحد طرفيه
. . . أما شخصية الغصن، فقد عقب المؤلف على نقدنا لها بأنها تنطويع لى سيكلوجية دقيقة، وأن هذا البله شديد التعقيد، فهو واسع الخيال جامحه، وهو يجمع بين المتناقضات من ذكاء وبلاهة في وقت واحد، والاقتصار على اللون الواحد وهو الاهتمام بديكه أمر ضروري لبيان مراحل التطور النفسي لهذه الشخصية، ثم راح المؤلف يسرد علينا قصة التطورات النفسية. .
. . . وجوابنا على ذلك من ناحيتين. . الناحية السكلوجية. . والناحية الفنية. . أما عن الأولى. . فنلاحظ التناقص في تصوير شخصية الغصن لجمعها بين البله والذكاء وسعة الخيال. . فالبله كما هو معروف علميا درجة منخفضة من درجات الضعف العقلي. . ولا