سائري، أي باقي جسدي، وسائر كل شيء باقيه وليس جميعه، نبه عليه الحريري في درة الغواص
شرق الأردن
محمد سعيد الجنيدي العلوي
في كتاب (المهدي والمهدوية):
قرأت ما كتبه حضرة المفضال الدكتور أحمد أمين بك في سلسلة (اقرأ) تحت عنوان: (المهدي والمهدوية)، وهو بلا ريب في الذروة من الطرافة والفائدة، ككل ما يطلع به علينا الأستاذ من مقالات ومؤلفات في مختلف الموضوعات
وقد استوقف نظري أثناء المطالعة بيت من الشعر في أسفل الصفحة الرابعة والستين من الكتاب المذكور وهو:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا ... نحن (جسمان) حللنا بدنا
وقد استعصى على ذهني معني الشطر الثاني، إذا الجسم والبدن مؤداهما واحد. والذي دعاني إلى كد الذهن في فهم هذا الشطر أنه من أقوال الصوفية، وللصوفية في تفسير الألفاظ مذاهب شتي ملتوية، وقد وقعت أخيرا على كتاب حديث يبحث في (الشعر الصوفي) للأستاذ نسيب الاختيار، فعثرت في الصفحة التاسعة والستين منه على هذه الأبيات مروية على هذا النحو:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا ... نحن (روحان) حللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصرته ... وإذا أبصرته أبصرتنا
وهذه هي نزعة الحلاج الحولية والواحدة المطلقة التي يدين بها في حياته واضطهد من أجلها ومات في سبيلها، وهي تظهر أجلى ما يكون لفهم هذين البيتين على ضوء هذه الأبيات: