سؤال طريف وجهه إلينا الأديب الفاضل الأستاذ محمد فتحي الجعلي بعد أن قرأ مقالنا السالف عن الشاعر المسكين. وقد لاحظت أن الإجابة عن أكثره تتضح من مقالنا عنه، فقد ألمعت إلى نشأته المضطربة، وتربيته العوجاء، لأحلل الدوافع النفسية التي أضرمت في شعره جذوات الأسف والاكتئاب. ولعل الناقد الفاضل ممن لا يقنعون بالتحليل الأدبي الذي يتخذ من تاريخ الأديب دعامة يستند إليها في فهم الدوافع والأسباب، فهو يريده تاريخيا محددا باليوم والشهر والمكان قبل كل شيء
ومن الإنصاف أن نقول إن سؤال الأديب عن الحياة إمام لتعليمة، يحتاج إلى إجابة لا توجد في المقال، وقد جاء في كتاب (تاريخ أدب الشعب) للأستاذين حسين مظلوم رياض ومحمد الصباحي: (أن إماما مكث في مدرسة ابتدائية مدة قصيرة، ثم انقطع فجأة عن التعليم دون أن يتم المرحلة الأولى) ولعله فعل ذلك ليلقي دراسته الواسعة في ساحة الحياة، بين صفحات الكتب، وفي الحلقات الأدبية التي كان يعقدها المتأدبون لعهده بالأندية والمقاهي الشعبية، وفيها تخرج أكثر أدباء العهد الماضي من كتاب وشعراء
وإني لأشكر الأديب الفاضل شكرا جزيلا، راجيا أن أكون عند ظنه الكريم
(الرمل)
محمد رجب البيومي
حول كلمة (سائر)
من الاطلاع على كثير من كتابات ومقالات الكتاب الذين يوردون كلمة (سائر) في كتاباتهم، روي أنهم يضعون هذه اللفظة للدلالة على (الكل والجميع) والحقيقة أنه لا يصح معنى هذه اللفظة إلا بمعنى (البعض أو البقية) فقد جاء في (القاموس المحيط) في مادة (السؤر): وفيه سؤرة، أي بقية شباب، وسؤرة من القرآن، لغة في سورة، والسائر الباقي لا الجميع. وضاف أعرابي قوما فأمروا الجارية تطييبه، فقال بطني عطري وسائري ذرى. الخ. انتهى
وجاء أيضاً في (الشعر والشعراء) لابن قتيبة عند ذكر الشارح لبيت (الشنفرى) من قصية:
إذا حملوا رأسي وفي الرأس أكتري ... وغودر عند الملتقي ثم سائري