خضر يتحكم. ونحن نحتكم إلى القواعد العربية. . وأنها لتقرر أن فاء العطف تفيد الترتيب والتعقيب على خلاف الواو. فأنت، إذ تقول جئت فسمعت فتكلمت. تعني أن هذه الأفعال وقعت متعاقبة كما رتبتها الفاء فإنها تربط ما قبلها بما بعدها ربطا مباشرا. . .
فإذا نظرنا في كلام الدكتور طه حسين مع مراعاة حكم القاعدة، تعين العطف على (يضحكوا). .
وأحب أن أقول للأستاذ عباس خضر إن بين النحاة من لم يرضه تعطيل الرفع في قول الحطيئة (يريد أن يعربه فيعجمه) لأن ابتغاء السببية لم ينف العطف بالفاء. . وهو بها إنما يكون على أقرب الفعلين كما تقضي قاعدة الترتيب والتعقيب. وما صح كلام الحطيئة إلا لأنهم تجوزوا وتوسعوا في الشعر، فرفعوا ما حقه أن ينصب، كما في رجز الحطيئة، ونصبوا ما حقه أن يرفع كما في قوله:
سأترك منزلي لبني تميم ... وألحق بالحجاز فأستريحا
وإن كان بعضهم يرى جواز النصب بأن مضمرة بعد فاء السببية دون اعتماد على نفي أو طلب أو غيرهما.
ورفعوا ما حقه أن يجزم كما في قوله:
يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إنك إن يصرع أخوك تصرع
وقد يكون الأستاذ عباس خضر ممن يرون أن كلام الدكتور طه حسين كله شعر. . وأن من حقه في التجوز والتوسع هو هو حق الشعراء جميعا سواء أقبل النحاة، أم رفضوا. . وسواء أغمضوا أم رضوا.)
أقول مرة ثانية: سبحان الله يا أستاذ. . ويا عجبا لك ولشيخك! كيف غاب عنكما في هذه المرة أن (المسوغات) التي ذكرتها، من الأمر والنهي. . الخ، هي نفسها أنواع الطلب وليست شيئا مغايرا له. . كما غاب عنكما في المرة الأولى أن المضارع لا ينصب بعد فاء السببية إلا إذا سبقت الفاء بنفي أو طلب. . .؟ وإذا كنت تعتقد أن هذه (المسوغات) التي غابت عني أشياء أخرى غير الطلب فما هو الطلب إذن. .؟ هل أطمع أن تذكر لي مثلا من أمثلته؟ وكيف علمك (شيخك) أن هذه الأشياء التي تسبق فاء السببية فينصب الفعل بعدها اسمها (مسوغات) وما هي إلا شروط. .؟ ولعلك عرفت الآن أنه لا داعي لمراعاة