العرمة، وقد بدت بلون أدكن، ونظرت إلى الشمال الغربي وادي حريملة، وهو فرع آخر من فروع حوض الخفس، وقد انفصل عن فرع سدوس بجرف متسع المتون مرتفعها، ورأيت في الجهة الجنوبية الغربية صدع جرف طويق فبدت من موضعه عقبة الحيسية. وإلى الجنوب وراء خط وادي الحيسية، وجرف الملاقي تمتد ظهور طويق العريضة في الفضاء الأغبس الفسيح)
وعندما يبحث في ثنية اليمامة يقول:(وبعد مسير سبعة أميال (على موازاة الأبكين) وصلنا إلى عقبة الحيسية المعتبرة منبع وادي حنيفة، فوجدنا أشجار السنط منتشرة حولها، وكان ارتفاعنا عن مستوى سطح البحر في هذه البقعة نحو٣٢٠٠ قدم، وكانت المسافة بيننا وبين البطين (بطين الحور) نحو٤٦ ميلاً. وقد استطعت أن أشاهد من هذا المكان وادي حنيفة بأسره آخذاً إلى الجنوب حتى اليمامة، وهذا بون شاسع يربو طوله على ١٠٠ ميل، وتأخذ فيه الأرض في الانخفاض تدريجاً إلى أن يبلغ ١٩٠٠ قدم. ولم أجد عند الصبب من المناظر الطبيعة ما يحملني منها على الإطناب في الوصف، وشاهدنا هناك الأرض أمامنا وقد انحدرت بهيئة مثلث فسيح الأرجاء، ضلعاه لهبان منفرجان من جرف طويق ومنته طرفاهما بأنفين بارزين أحدهما خشم خرشة في الجنوب، والآخر خشم الحيسية في الشمال، وتمتد بين هذين الأنفين قاعدة المثلث بشكل جناح ناشز من الحجارة الرملية الجرداء المغراء يسمونه المرقى في جانبه الأبعد يهبط شديد الاندحار ينتهي إلى وادي البطن. أما صدر شعيب هشة فهو في منبعه يتغلغل صبباً بين جدران منهره متمعجاً في عقيق ضيق، ثم يأخذ بعد حين في الاتساع على متون المنحدرات حتى إذا بلغ الحاشية الغربية من جناح المرقى ينفرج في بطن المحلة الخصبة ثم ينثني فيجد له مثيلاً في خلال الحواجز الصخرية فيتسرب منها إلى وادي البطين. وعلى نحو أربعة أميال من منبع وادي حنيفة نجد ما بقى من آثار ديار الهشة، وهي لا تتعدى بعض بساتين النخيل المتفرقة وثلاث آبار دائمة المياه، اثنتان منها مطويتان بالحجارة غزيرتا الماء دائمة الورد، يبلغ عمق كل بئر منها نحو قامتين، ويظهر لون الماء عند استقائه من البئر أطحل بتأثير الطبقة المتحجرة المستبطنة قرار البئر، وإذا ترك الماء وشأنه قليلاً ركد فيه الغرين فصفا وراق. وطعمه لذيذ عذب جداً. وينفرد آل قحطان بالاستفادة من هذه البئر) إلى أن يقول: (وليس في عقبة