للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نتفرق خارجها

وفقكم الله لما فيه الخير، وأسبغ من رحمته على من استشهد من أبناء الوطن في هذا الكفاح، والجنة المستشهدين.)

وهكذا وقفت مصر ملكاً وشعباً تناضل في سبيل حريتها وهي لابد بالغة ما تريد إن شاء الله

وفي يوم الجمعة ١٦ نوفمبر وقف معالي الوطن العظيم الدكتور محمد صلاح الدين باشا يتحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة ففضح سياسة الإنجليز في وادي النيل وكشف مناوراتهم الخبيثة لإطالة احتلالهم لمصر وفصل السودان عن مصر وندد بالوحشية والفظائع التي ارتكبها الإنجليز في منطقة القتال ووصفها قائلا إنها (عدوان همجي مخجل من المملكة المتحدة، وخرق صارخ للسلم العالمي والأمن الدولي، وامتهان بالغ لمبادئ الميثاق وأهدافه السامية.)

وانتقل إلى الحديث عن السودان وتحدى الإنجليز أن يخرج المصريون والإنجليز من السودان ثم يجري فيه استفتاء حر على يد هيئة الأمم المتحدة وأشار إلى مندوبهم كمن يقول (اقبلوا هذا التحدي إن كنتم مخلصين.)

وأسقط في يد الإنجليز فحاولوا منعه من الكلام فلم يستطيعوا كما لم يستطيعوا على بيانه تعقيباً

وفي يوم السبت ١٧ نوفمبر جاء الرد الإنجليزي على مصر ووزير خارجيتا: ففي الساعة العاشرة من مساء ذلك اليوم انتشرت فجأة عدة دوريات مسلحة في مختلف أرجاء مدينة الإسماعيلية ثم بدأت تطلق نيرانها في وقت واحد فقلبت أمن المدينة جحيماً مستعر النيران؛ ولم يميز الإنجليز في هذا بين المدنيين وبين رجال البوليس فسقط من الشهداء كثيرون

وفي يوم الأحد ١٨ نوفمبر عاود الإنجليز هجومهم الوحشي على المدينة وبالغوا في إجرامهم إلى أبعد مدى يستطيع العقل البشري أن يتصور فظاعته، فقد ظلوا يطلقون النيران على المدينة من الساعة الثالثة مساء حتى الساعة العاشرة

وفي هذه المجزرة استشهد عشر مواطنين: خمس من المدنيين وخمس من الجنود وجرح سبعة وعشرون

وقد فقد الإنجليز ضابطين وسبعة جنود وجرح أكثر من ثلاثين جندياً. ولكن أكثر من هذا:

<<  <  ج:
ص:  >  >>