للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لقد اشتركت مدمرة بريانية في ضرب الإسماعيلية وشاء ربك أن تسقط القنابل في معسكر إنجليزي وتفتك بجنوده. ويتكتم الإنجليز أنباء عدد القتلى منهم ولكن في كل يوم يعثر على جثث طافية لهم في ترعة الإسماعيلية وفي بحيرة التمساح

وفي مساء الاثنين ١٩ نوفمبر وقف إيدن وزير خارجية بريطانيا يتحدث في مجلس العموم البريطاني فقال (إن القومية العدوانية أو التعصب الديني أو الاثنين معاً وحاولاً إثارة الحقد والكراهية والبغضاء بين فريقين كان ينبغي أن يكونا صديقين. نعم ينبغي أن تكون مصر صديقة لبريطانيا لأن بريطانيا تقتل كل يوم من المصريين من تستطيع وتهتك أعراض المصريين وتسلب أموالهم وحرياتهم وتعتدي على استغلالهم ووحدتهم. هذا هو منطق الإنجليز!! وقال (إن بريطانيا على استعداد الآن لإعادة النظر في معاهدة ١٩٣٦ والاستعاضة عنها باتفاق مع الدول الأخرى لحماية قناة السويس. وكأنه يريد أن يقول إن سبع سنوات من المفاوضات لم تكن كافية لتعديل معاهدة ٣٦ البائدة ويزيد فيريد أن يفرض حماية دولية على قناة السويس مع أن مصر قد ضاقت ذرعاً بإنجلترا وحدها

وقال (إذا أريد نجاح أية محادثات بين مصر وبريطانيا يجب الكف عن النشاط الإرهابي الموجه ضدنا في منطقة القناة. فالموقف هناك لا شك خطير.) وكأني به يريد أن يقول إن تبعة مجزرة الإسماعيلية تقع على عاتق المصريين إذ هي رد على الاعتداءات الفدائيين. لا يا مستر إيدن! إنها رد على صلاح الدين. ولكن اعلم أن مصر قد وقفت تناضل عن حريتها، ولن تضعف مهما ارتكبتم من إثم أو اقترفتم من جرم. إننا لا نريد احتلالا فاخرجوا من ديارنا وكفى

ووقف مستر موريسون وزير خارجية إنجلترا السابق يؤيد إيدن، إنجليزي يؤيد إنجليزياً! أمر معروف ولن نبأ بإيدن أو بموريسون

ويختم إيدن حديثه طالباً أن يعود ألمانيا وإيطاليا من جديد وأن تصبحا عضوين في هيئة الأمم. هذا هو جزاء الإنجليز للأعداء. أما مصر الصديقة فيقتل أبناؤها جزاء لها على صداقتها!

وإني أحب أن أبعث بالتحية إلى الفدائيين من إخواننا فقد أقلقوا مضاجع الإنجليز بأعمالهم الجريئة، وبشجاعتهم وحسن حيلهم من استخدام القطط المشتعلة إلى إطلاق الثعابين

<<  <  ج:
ص:  >  >>