للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أساساً للصلح العام، ولأنهم يحتجون أيذا على اعتقال بعض رجالهم وتسفيرهم إلى جزيرة مالطة

لنا الأمل يا جناب المعتمد أن يحل طلبنا هذا نحن السيدات المصريات محل القبول ولا زلتم عونا لنصرة الحق مؤيدين لمبادئ الحرية والسلام.)

وقد أثار منظر السيدات والآنسات في المظاهرة الحماسية في النفوس ووقفت الناس على جوانب الطرق يحيون المتظاهرات وشاركتهن زميلاتهن بالزغاريد من داخل المنازل فأحفظ ذلك الإنجليز وأخذوا يتعرضون لهؤلاء السيدات. وحينما وصل الموكب إلى شارع سعد زغلول ووجهته (بيت الأمة) ضرب الإنجليز نطاقاً حول المتظاهرات ومنعوهن من مواصلة السير وصوبوا بنادقهم نحو صدورهن، ومع هذا فإن المتظاهرات لم يرهبن التهديد وتقدمت إحداهن وقالت لجندي شهر عليها بندقية: (نحن لا نهاب الموت، أطلق بندقيتك في صدري لتجعلوا في مصر مس كافل ثانية.)

قالت هذه العبارة بالفرنسية ففهمها الضابط فخجل وتنحى لهن عن الطريق بعد أن وقفن في حرارة الشمس أكثر من ساعتين

وقد كتب المتظاهرات احتجاجاً ثانياً على هذه المعاملة ورفعوا مع الاحتجاج الأول إلى معتمدي الدول الأجنبية. ولقد كان منظر الجند المدججين بالسلاح وهم يتعرضون للسيدات الكرام مدعاة إلى احتقارهم

وقد حيا شاعر النيل حافظ بك إبراهيم مظاهرة السيدات في قصيدة رائعة:

خرج الغواني يحتجج ... ن ورحت أرقب جمعهنه

فإذا بهن تخذن من ... سود الثياب شهارهنه

فطلعن مثل كواكب ... يسطعن في وسط الدجنه

وأخذن يجتزن الطريق ... ودار سعد قصدهنه

يمشين في كنف الوقا ... ر وقد أبن شعورهنه

وإذا بجيش مقبل ... والخيل مطلقة ألاعنه

وإذا الجنود سيوفها ... قد صوبت لنحورهنه

وإذا المدافع والبنا ... دق والصوارم والأسنة

<<  <  ج:
ص:  >  >>