وقد اضطرت الحكومة إزاء هذه الإضرابات أن تنشر جنودها في جميع أحياء القاهرة واضطرت إلى احتلال محطة القاهرة والعنابر والورش بحي السبتية
محاكم عسكرية:
أنشأت السلطة محاكم عسكرية في القاهرة أولا ثم في الإقليم لسرعة البت في قضايا المظاهرات والمتظاهرين. وقد قضت هذه المحاكم بأحكام مختلفة على كثير من المتظاهرين وكان من بين أحكامها: الحكم على حسن عبد الباقي النمرجي بجنيه غرامة أو السجن أحد عشر يوماً لأنه مزق منشوراً للسلطة العسكرية!
مظاهرة السيدات:
أبت المرأة المصرية أن تترك الرجل المصري ينفرد بشرف الجهاد، ولهذا الغرض اجتمع عدد كبير من فضليات السيدات والآنسات في يوم الأحد ١٦ مارس وخرجن في مظاهرة كبرى سارت في شوارع العاصمة تنادي بالحرية والاستقلال لمصر، وبسقوط الحماية والظلم والاستبداد، والاحتجاج على ما أصاب الأبرياء من القتل والتعذيب
وقد أخذت المتظاهرات يطفن في حشمة ووقار بدور معتمدي الدول الأجانب ويقدمن إليهم منشوراً:
(جناب المثتمد:
يرفع هذا لجنابكم السيدات المصريات أمهات وأخوات وزوجات من ذهبوا ضحية المطامع البريطانية، ويحتججن على الأعمال الوحشية التي قوبلت بها الأمة المصرية الهادئة لا لذنب ارتكبته سوى المطالبة بحرية البلاد واستقلالها تطبيقا للمبادئ التي فاه بها الدكتور ولسن وقبلتها جميع الدول محاربة كانت أو محايدة.
نقدم لجنابكم هذا ونرجوا أن ترفعوه لدولتكم المبجلة لأنها أخذت على عاتقها تنفيذ المبادئ المذكورة والعمل عليها؛ ونرجوكم إبلاغها ما رأيتموه وما شاهده رعاياكم المحترمون من أعمال الوحشية وإطلاق الرصاص على الأبناء والأطفال والأولاد والرجال العزل من السلاح لمجرد احتجاجهم بطريق المظاهرات السلمية على منع المصريين من السفر للخارج لعرض قضيتهم على مؤتمر السلام أسوة بباقي الأمم وتنفيذا للمبادئ التي اتخذت