إرادة العمل الرزين والتحرير الملهم. إننا هنا لتطربنا أصواتكم، أصوات المؤمنين بحق الشمال والجنوب في حياة حرة كريمة، قوامها الوفاء الخالص وعمادها الإباء الخالد. أما أصواتنا فهي تعانقكم في كل أفق، وتصافحكم في كل طريق، وتناجيكم على أوراق الصحف وأمواج الأثير. . ولن ننسى صوتك وصوت شاعركم الخالد وهو يقدم إلينا لوعة الشعر في محنة الشعور:
فكيف تلاحيني وألحاك إنني ... شهيدك في هذا وأنت شهيدي
حياتك في الوادي حياتي فإنما ... وجودك في هذي الحياة وجودي!
مرة أخرى يطيب لي أن أستعير من كلماتك ما أوجهه إلى كل أخ في الشمال:(ولا علينا يا أخي من تلك القيود، إن معدنها الرخيص سيذوب يوماً تحت وهج النار المتأججة في حنايا الضلوع. . وسنمضي اليوم وغداً إلى جنب، وقالباً إلى قلب، وعيوننا أبداً إلى الأفق البعيد)!
(دروديب - السودان)
أخوك في الجنوب
حسب الله الحاج يوسف
هذه الرسالة الكريمة لم تكن الوحيدة التي تلقيتها من أبناء الجنوب، وإنما تلقيت من أمثالها الكثير. . وأكتفي اليوم بنشرها لأنها نفحة شعور تعبر عن نفحات، وخفقا قلب تنوب عن خفقات، حين تغني الدلالة الموحية في مثل هذا المقام عن كل سرد وإحصاء!
إننا نعلم حق العلم أن أصواتنا تملأ أرجاء الجنوب وتتردد في حنايا الصدور، رغم الضجيج المنبعث من أبواق المرجفين. . إن صوت الحق لابد أن يرتفع فوق صوت الباطل، وإن منطق العدل الحبيب لابد أن يطغي على منطق الظلم البغيض، وإن نداء الحرية لابد أن يبلغ الأسماع وإن حالت بينه وبينها السدود والقيود!
إننا حين نتوجه بدعوتنا المخلصة إلى أبناء السودان، ندرك كل الإدراك ما تكنه لنا الكثرة الغالبة من إخاء يسمو على الترغيب ووفاء يعز على الترهيب؛ لأننا نعيش على ضفاف النيل ولا نعيش على ضفاف التاميز، وننطق بلغة القرآن ولا ننطق بلغة الطغيان، ونفخر