بالوجوه السمر حين يفخر غيرنا بالوجوه الحمر. . الوجوه الصفيقة التي لم تعرف في تاريخها الطويل حمره الخجل من ضيعة الضمير وانحطاط الشعور بالإنسانية!!
إنهم، أصحاب الوجوه التي تصطبغ بكل حمرة غير حمرة الخجل، يؤكدون أن بقائها اليوم في السودان هو حمايته من الاستعمار المصري. . وهم، هم أنفسهم، أصحاب المنطق الذي يتحدث بكل لغة غير لغة الحياء، يؤكدون أيضاً أن سر بقائهم في مصر هو حمايتها من الاستعمار الروسي! وفي سبيل درء الخطر عنا، نحن (أصدقاءهم) في الجنوب و (حلفائهم) في الشمال، دوي ثرى الخرطوم. . ولم يكن الرصاص الذي أصاب السودانيين مصرياً أو الرصاص الذي أصاب المصريين روسيا على التحقيق، وإنما كان رصاصاً بريطانياً (صديقاً) وقفت من ورائه الوجوه (الحليفة)؛ الوجوه الحمر التي اكتسبت لونها على مر الزمن من دم الأحرار في كل مكان!
لقد وقف أندريه فيشنسكي فوق منبر الأمم المتحدة ليندد بصور الوحشية البريطانية في شمال الوادي، ووقف من قبله محمد صلاح الدين ليعدد مظاهر الهمجية البريطانية في جنوبه؛ والأول إذا لم تكن تعلم هو وزير خارجة روسيا الذي يتهمه الإنكليز بأنه يهدف إلى احتلال السودان. . ولا تعجب لمثل هذا الاتهام حين يصدر من منطق ذلك اللص الخالد، حين سمع وقع أقدام تقترب فرفع من صوته (الأبي) وكشف عن وجهه (الحي)، ليقول لرجل البوليس في غير تلمم ولا اضطراب:(مين ألي ماشي هناك)؟!
ماذا نقول لهذا المنطق؟ منطق قطاع الطرق حين يستخدمون لغة المحافظين على الأمن والساهرين على النظام؟! لقد تحديناهم من فوق منبر الأمم المتحدة على لسان صلاح الدين، تحديناهم أن يعرضوا على السودانيين استفتاء جرى بعيداً عن قوة البطش وسطوة الإرهاب، ليسمع العالم صوت الجنوب منبعثاً من أعماق القلوب. . تحديناهم فصمتوا صمت القبور، لأنهم يعلمون إذا قبلوا التحدي ماذا ينتظر حكمهم (العادل) من مصير! صمتوا ونطقت شركات الأنباء حين نقلت إلى صحف العالم وقصة الأيدي المصفقة لصلاح الدين؛ أيدي الأعضاء اللذين هزهم صوت الحق فحيوه وهم وقوف. . ومع ذلك فلم يحرك صوت الأيدي المصفقة صمت الوجوه الصفيقة، لأنها لا ترهب غير صوت الحديدوالنار!!
هذه العبارات الأخيرة هي التي نود أن يفهمها طلاب الحرية في الشمال والجنوب. . لقد