هذ هو المنبأ الذي نقلته (الأهرام) إلى الجمهور القارئ منذ أيام. . ولقد كنت أود وقد تفضل معالي الوزير فحقق بعض الأمل الذي تطلع إليه هذا القلم في رغبته؛ كنت ألا يكون للغة الإنجليزية مثل هذا المقام (الأول) أو المكان (المحترم) بين غيرها من اللغات، وأن نجد اللغة الروسية مكانا إلى جانب اللغتين الجديدتين وأعنى بهما الألمانية والإيطالية! إني لا أستطيع أن أنكر هذه الخطوة الموفقة لمعالي وزير المعارف لأنها تحمل في أحشائها جنين تلك الفكرة التي جعلت منها المحور الأصيل لما كتبت، أعني بها فسح المجال للغات أجنبية أخرى تشعرنا بأننا (أحرار) في الاختيار، ولسنا مرغمين على قبول لغة بعينها خضوعاً لرغبة مستعمر عقدنا العزم على التخلص من آثار وأوزاره!
إن هذه الخطوة (تحمل) في أحشائها (جنين) تلك الفكرة؛ ولكنني كنت أرجو أن (تضع) لنا (مولوداً) مكتمل الخلقة واضح القسمات، مهما يكن من شئ فأن لمعالي وزير المعارف وجهة نظره التي أملت عليه مثل هذا القرار؛ ولكنني ما زلت أطالب بألا يكون للغة الإنجليزية مثل تلك (الأولوية) التي اكتسبها في رحاب هذا الوضع الجديد! وأود أن أقترح - ما دام معاليه يريد الإبقاء على تلك اللغة - منح الحرية للطلاب في اختيار لغتين من تلك اللغات الأربع، ولا بأس من أن تكون إحداهما أصلية والأخرى إضافية؛ أعني ألا يكون هناك (إرغام) على أن تكون لغة بالذات في المقام الأول. . ولعل الهدف الذي أرمي إليه واضح لا يحتاج إلى تفسير، حين ألخصه في كلمة واحدة هي (الحرية). . الحرية في اختيار اللغات والثقافات!
أما اللغة الروسية والثقافة الروسية فلنا إليهما عودة في المقال المقبل، حين تعرض لموقفنا من الاتحاد السوفيتي كدولة لا كنظام من نظم الحكم، تبعاً لموقفه من في هذه الأيام!
أسئلة من القراء:
سألني بعض القراء عن المعنى الذي رميت إليه من وراء هذا التعبير:(أشهد أن تلك اللغة ليست أشرف اللغات)، حين كنت أتحدث عن اللغة الإنجليزية وأطالب بإلغائها في المدارس والجامعات. . ثم انتقل بعضهم من هذا السؤال إلى سؤال آخر: ما هي ضوابط اللغة الشريفة في رأيكم؟!
ورداً على حضراتكم أقول: إنني ما عمدت إلى هذا التعبير إلا وأنا أرمي من ورائه إلى