يقول إقبال:
العقل يحرق عالما ... في جلوا منه تغير
لكنه بالعشق يعرف ... كيف في الدنيا يسير
العشق في الأرواح يخلق ... كل لون أو يثير
بالعشق ترتاح القلوب ... وإنه فيها سمير
أنصت لقلبك ساعة ... فلعلما يدنو العسير
لقد قدم المترجم للديوان للديوان ولمؤلفه مقدمة وافية بالتعريف بالشاعر وفلسفته وعرانس شعره ومصادر ثقافته؛ وبين طريقة في الترجمة بما جعل هذه المقدمة من نماذج الدراسة الأدبية التي تدور حول الشاعر وعصره وعناصر تكوينه.
ألحق بديوان (بيام مشرق) (اللمعات) وهو خلاصة فلسفة الدكتور واتجاهاته وتوجيهاته وصدى لالتقاء هذين الروحيين الكبيرين اللذين جمعت بينهما الأذواق الصوفية والدراسات العميقة لآثار شعراء التصوف من الفرس والترك. والاتصال الوثيق بالدراسات الأوربية. والحضارة الغربية والفهم العميق للإسلام وروحه وعقائده
وقد أهدى المترجم هذه اللمعات إلى اعترافاً بفضله إذ شرع في نظمها عقب قراءته لمنظومتي إقبال (أسرار خودى) أي أسرار الذاتية و (رموز خودي)
و (اللمعات) لطيف الحجم ولكنه ملئ بالتأمل والهيام الصوفي وقضايا من العقل الواعي، وخلوص النفس من الشوائب والقيود، استنهاض القوى الذاتية ودفعها نحو الكمال والقوة والحرية وأشراف الأمور، والأحكام الصادقة على الأخلاق والأعمال، والتوجيهات الموفقة للشباب.
وحسبي أن أسرد عليك أبياتاً من بعض قصائده لترى الآفاق التي رادها: لقد افتتح الديوان بمطولة بدون عنوان سار فيها على درب الصوفية وحشد فيها كثيراً من الخواطر والصور والتوجيهات منها:
كثت سطراً لم يفسره أحد ... خطه في غيبه الله العمد
في ضميري كل معنى مبهم ... حرت في الإعراب عنه بالكلم
قد ثوى العالم في قلبي وما ... خط شئ فيه إلا الحرف ما