في ٢٣ مارس قامت مظاهرة سلمية في ميت القرشي. وبينما كان المتظاهرون يسيرون في طريقهم وصل قطار حربي فوقف القطار ونزل منه الجند وتعقبوا المتظاهرين وفرقوا شملهم وتعقبوهم وقتلوا منهم أكثر من مائة شهيد!
مظاهرة القاهرة الكبرى:
في ١٧ مارس ١٩١٩ وبتصريح من السلطة العسكرية قامت هذه المظاهرة وبدأت سيرها من الأزهر وانتظم فيها ألوف من المصريين على اختلاف هيئاتهم فسار العلماء والقضاة والمعلمين والمحامون والتجار وأرباب الأعمال والطلبة والعمال وسارت في أكمل نظام تهتف بالحرية والاستقلال وانقضت في سلام بعد طواف دام ثماني ساعات.
ولكن يبدو أن هذا لم يرض الإنجليز فعمدوا - وهذا طبعهم - إلى استخدام القوة وسقط كثير من الضحايا في القاهرة وفي الأقاليم برصاصهم.
وفي ١٩ مارس قابل شعراوي باشا وعبد العزيز فهمي (بك) قائد القوات البريطانية واحتجا على استخدام القوة الغاشمة في قمع المظاهرات السلمية، فلم يلق إلى احتجاجهم إذنا واعية، واستمر الجند في عدوانهم، واستمر المصريون في كفاحهم، وقد اضطر القائد العام في مارس إلى إصدار إنذار عام بلغ فيه التعسف غايته.
إنذار عام:
(كل حادث جديد من حوادث تدمير محطات السكك الحديدية والمهمات الحديدية يعاقب عليه بإحراق القرية التي هي أقرب من سواها من مكان التدمير. وهذا آخر إنذار.)
وفي نفس اليوم جمع القائد العام الوزراء والكبراء والأعيان وطلب إليهم أن (يعملوا كل ما في وسعهم لتسكين الأهالي ومنعهم من إحداث القلاقل وإلا فأنى منفذ خطتي)(حرق القرى وتدمير القصور والعمائر وإحراق الدماء البريئة).
وأخذ القائد العام يرسل قواته إلى جهات القطر المختلفة بالطائرات وبالسفن فارتكبت في مصر أشنع الإثم واقترفت أفظع الجرائم.
وجدير بالذكر أن نقول إن المصريين مسلمين وأقباطا سالت دماؤهم معا فتآخى الجميع في الدم واتخذوا علما في وسطه هلال أبدت نجومه بصلبان، وكان القسيس يخطب فوق منبر