سكك الحديد أو التلغراف أو التلفون أو يلحق بها آي عطل أو يعبث بها بأي وجه من الوجوه أو يحاول عمل أي شيء من هذه الأعمال يعرض نفسه للإعدام رميا بالرصاص بمقتضى الأحكام العرفية)
وكانت السلطة تعتقد أن مثل هذا الإنذار كفيل بقمع الفكرة وبالقضاء على الثورة ولكن المصريين كانوا قد أصبحوا لا تؤثر فيهم الإنذارات ولا التهديدات فانطلقوا يدمرون طرق المواصلات حتى يشلوا حركة المغتصب الأجنبي.
ففي ١٤ مارس وصل قطار الصعيد إلى الرقة بمديرية الجيزة ولم يستطع مواصلة السفر لقطع الخط في أكثر من موضع واضطر أن يعود إلى القاهرة وقد حطمت أكثر عرباته. وهكذا عزل الموظفون الإنجليز في الصعيد.
وفي قليوب خرب محطة السكة الحديدية وقطعوا الخط الحديدي وبذلك انقطعت مواصلات الوجه البحري.
وهكذا ثارت مصر بأسرها ريفا ومدنا وثغورا وموانئ رجالا وسيدات شيبا وشبانا وأصبحت مصر بأسرها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب قطرا ثائرا لحريته واستقلاله يبذل في سبيل ذلك دمه وماله.
زفتي تعلن الاستقلال:
ثارت زفتي كما ثارت باقي مدن مصر وقراها وتألفت بها لجنة للثورة كان رئيسها المرحوم الأستاذ يوسف الجندي ولم تلبث أن أعلنت اللجنة الاستقلال. وكان مأمور زفتي إذ ذاك المرحوم إسماعيل بك حمد وكان رجلا وطنيا فتعاون مع اللجنة، ولكن السلطة العسكرية أرسلت قوة من الأستراليين لقمع الثورة فقام الأهالي وحفروا الخنادق حول المدينة وخلعوا قضبان السكك الحديدية فاستعدت القوة لمواجهة المدينة وصوبت إليها المدافع ولكن إسماعيل بك توسط بين الأهليين وبين القوة ونصح الأهالي بالكف عن المقاومة إبقاء على المدينة فقبلوا نصيحته ودخل الجند وحاول الإنجليز معرفة أعضاء اللجنة ولكنهم لم يستطيعوا لأنهم لم يجدوا مرشدا ولا دليلا.