للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مبدأ العلة الأولى عندنا (خلق الإنسان من صلصال كالفخار)

٣ - أن نظرية التطور لا تخالها في جانب الطبيعيين بتاتا. وخير دليل على ذلك ما نراه من إلحاح الكائنات في التطور والارتقاء وكأنه غاية يعقلونها، أو أن محركهم إلى التطور يعقلها تمام التعقل، ثم تناسق أعضاء الحي الواحد تناسقا إعجازيا يقوم برهانا واضحا على المنظم البصير بأعماله. وفضلا عن ذلك تعتقد بعض الحلقات تعقدا لا يجعلها نسلمك بأن الظروف الطبيعية وحدها علة ذلك كله، أو أن كل هذا كان محض اتفاق واعتباط. هذه هي الصلة بين المذهب الطبيعي والعلم الحديث وما أضعفها من صلة وما أهونها! ولكن هيهات أن يعترف بهذا أصحاب هذا المذهب الكسيح. لكن هناك نقطة هامة يجمل بنا إجمالها قبل أن ننهى هذا المقال، وهى تدور حول نظرية النسبية للعلامة ألبرت إينشتين؛ تلك النظرية التي أرجعت هذا الكون بما حمل إلى مجرد نسب زمانية ومكانية خالصة؛ وأثبت هذا على أسس رياضية سلم بها جميع الخالصة من أصحاب الرياضة. أقولها صراحة إن ظهور هذه النظرية كانت بمثابة لطمة صعق من جرائها المذهب المادي وخر صريعا وسط الميدان.

هذه خلاصة موجزة لأهم الاعتراضات التي تقوم على هذا المذهب المتعفن. ولا يظن القارئ الفاضل أننا هنا قد وفينا هذا الموضوع بل لو كان في نيتنا أن نوفيه حقه للزم ذلك المجلدات الضخام ولكننا هنا آثرنا أن نعرض أهم الاعتراضات العامة التي تنصب على قلب هذا المذهب المنهار فتكون كفيلة بالقضاء على بقاياه.

محمد فرحات عمر

<<  <  ج:
ص:  >  >>