للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مسرحية (دنشواي الحمراء)

قدمت فرقة المسرح المصري الحديث هذه المسرحية الوطنية الجديدة على مسرح حديقة الأزبكية ابتداء من أول ديسمبر الحالي. وهى من تأليف الأستاذ خليل الرحمي وإخراج الأستاذ زكى طليمات.

تخيل كاتب المسرحية أسرة تعيش اليوم في الإسماعيلية وقد عاشتحيث نشأت بدنشواى منذ خمس وأربعين سنة حين ارتكب الإنجليز جريمتهم المنكرة سنة١٩٠٦

تظهر الأسرة على المسرح في المنظر الأول بمدينة الإسماعيلية، الأب الموتور في دنشواى يشجع ابنه الفدائي بالإسماعيلية، والأم تجزع من مخاطرات ابنها وتلوم زوجها على تشجيعه، فيذكرها الزوج بما جرى لهما في دنشواى ومن فقداه من أهلهما تحت مشانق الإنجليز هناك. وتعود بنا المناظر التالية إلى دنشواى فتعرض الحادث الذي يلعن به التاريخ طغاة الإنجليز، وتنتهي هذه المناظر بفرار الشاب عبد الرزاق (الذي هو الآن أب في الإسماعيلية) من وجه (العدالة) البريطانية التي كانت تنصب المشانق في القرية قبل صدور الحكم في القضية! وتهرب معه رزقة (الأم) ثم يتزوجان في الإسماعيلية ويقيمان فيها. وتعود بنا المسرحية إلى (دنشواى الجديدة) حيث نرى الشاب الوعي الجديد ينتقم لأسلافه في دنشواى القديمة بنسف معسكرات الإنجليز والنيل منهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

والقصة خيالها طريف، وهى ترمى إلى عرض الفظائع الإنجليزية في مصر وتصوير الروح المصرية إزاءها وإبراز الجهود الوطنية ولإيحاء بكل ذلك إلى مواصلة الجهاد لتحرير البلاد. وقد نجحت في كل ذلك نجاحا أعتقد أن أكثر الفضل فيه يرجع إلى الإخراج، فقد تجلى المذهب الإيحائي الذي يجرى عليه الأستاذ زكى طليمات، وقد بدا ذلك في تنسيق التمثيل وفي المناظر وخاصة منظر المشنقة ولون حبلها الدموي وحلوكة قوائمها والجو المحيط بها.

وقد برع في التمثيل نعيمة وصفى التي مثلت دور الأم (رزقة) وبلغت القمة في موقفها على الباب الذي اختبأ بداخله عبد الرازق هربا من رجال الادارة، وهى تحمل فأسا تريد أن تنقض به. . كانت تمثل الجزع والشجاعة في آن واحد!

<<  <  ج:
ص:  >  >>