وكانت زهرة العلا موفقة كل التوفيق في تمثيل خطيبة الشاب الفدائي بل في تمثيل الفتاة الفدائية.
أما عبد الغنى قمر فكان كعهدنا به في تصوير شخصيات معينة وإبراز سماتها في خفة وظرف، فقد مثل فقيها ضريرا في دنشواي فكان صورة حية لهذا الطراز في القرى.
ومثل عبد الرحيم الزرقاني عمدة دنشواى، وأشعر أن كلمة (مثل) هنا غير دقيقة فقد كان هو العمدة نفسه. وألاحظ أن للأستاذ الزرقاني عجيبة في الاندماج بدوره.
وأجاد عدلي كاسب في تمثيل المستشار الإنجليزي المحقق في دنشواي، فكان مثالا للغطرسة والبرود السكسوني البغيض.
وكان نبيل الألفي في دور الشاب الفدائي يحتاج إلى قوة تعبيرية أكثر مما بدا منه، وكذلك محمود عزمي في دور (عبد الرازق)، مع انهما بطلا الكفاح في المسرحية. وفي رأيي أن دور الشاب أليق بصلاح سرحان الذي عرفناه بالإجادة في أدوار الحماسة والحب.
الشعر الغنائي
على أثر ما كتبته منذ أسابيع تحت عنوان (الفن للفن) في مناقشة الصديق الكريم الأستاذ عبد القادر رشيد الناصري، تلقيت منه رسالة ضافية عاود النقاش بها فيما تناولت هذه الكلمة. وتشتمل هذه الرسالة على موضوعين أعرض أحدهما في هذا العدد، وهو الغناء. في الشعر العربي، والموضوع الثاني خاص بالشعبية في الأدب. وقد أثار فيما أثاره (أدب المناسبات) وأراني مضطرا لأرجائه إلى فرصة مقبلة لطول الكلام عليه، كما يعبر مؤلفو الكتب الأزهرية القديمة.
يقول الأستاذ الناصري بعد التحية والأعراب عن عدم ضيقه بما كتبت والارتياح إلى تهيئة الفرصة للمناقشة (وها أنا أهتبل هذه الفرصة لأقدم لك الدليل على أنني لم أكن المجتنى ولكنك تسرعت فكتبت دون أن تفهم مرادي، وهاك ما أنا أبغيه: قلت في معرض الحديث عن الشعر الشعبي إنه لم يجد شاعر غنائيا منذ زمان امرئ القيس حتى الآن إلا المرحوم على محمود طه، فأجبتني بقولك: ما أبقيت إذن للشعر العربي؟ هل أنا في حاجة إلى أن أقول لك إن الشعر العربي في مجموعه غنائي من امرئ القيس إلى الناصري ماذا أقول لك يا سيدي؟ أتظن أن ما حواه كتاب الأغاني من الشعر المغنى يصلح للغناء؟ إذن لماذا لا