والمسرحيات وإلا الشعر الغنائي. . . فقل لي بالله: ما هي الألوان التي تعنى أن الشعر العربي عرفها إذا كانت كل هذه مستثنيات منها. .؟ نعم انه لم يعرف الملاحم والمسرحيات، أما الشعر الغنائي فإن شعراء العرب لم يعرفوا غيره. وقد جاريتك فيما سبق على اعتبار أن الشعر الغنائي هو ما غني فعلا أو ما يصلح للتلحين والتطريب، والآن حان لنا أن ننتقل إلى ما قرره علماء الأدب المحدثون، وهو أن الشعر إما قصصي أو تمثيلي أو غنائى، ويقصد بالنوع الثالث ما يقول الشعراء تعبيرا عن خوالج النفوس كأنهم يتغنون بها، والشعر العربي كله من هذا القبيل وعلى هذا المعنى سمى الأستاذ محمود حسن إسماعيل أحد دواوينه (هكذا أغنى) والله أعلم. .
قد لا يكون
تلقيت رسالة من الأديب الفطن أحمد مختار عمر الطالب بمعهد القاهرة الديني، عقب على ما كتبته في العدد الأسبق من الرسالة بعنوان (إنه لحن فصيح) فأعرب عن ارتياحه إليه، ثم أبدى الملاحظتين الآتيتين:
١ - ويعترض الأستاذ بربري على الدكتور طه حسين لإتيانه بـ (لا) بعد (قد). ومع أن ذلك المنع في (قد) تحقيقية كانت أم تقريبية أم تقليلية فأنى لا أجد وجها لهذا المنع مع (قد) التقليلية بعد قول ابن مالك:
ولا ضطرار أو تناسب صرف ... ذو المنع والمصروف قد لا ينصرف
وبعد قول ابن هشام في كتابه المغنى:(يتعين مرادفة هل لقد إذا دخلت عليها الهمزة ولا تتعين لذلك إذا لم تدخل عليها بل قد تأتى لذلك. . وقد لا تأتى له.
٢ - وأما إنكاره على الدكتور طه حسين قوله (سوف لا يكون) فالذي أفهمه أن الاعتراض - إن وجد - إنما يكون على الفصل بين سوف وفعلها لا على نفى المسوف بها، وحتى هذا لا أرى ما يبرره، كيف فصل الشاعر بينها وبين فعلها في قوله: