(الرسالة): أشكر الأخ الفاضل جميل رأيه وحسن ظنه. ولعل في افتتاحية العدد الماضي من الرسالة جواباً عن سؤاله.
حول اللحن الفصيح:
رعى الله الأديب اللامع الأستاذ (عباس خضر) حين أطلق هذه التسمية على مقول العالم الجليل معالي الدكتور طه حسين باشا: (يريدون أن يضحكوا من رؤساء التحرير والصحف (فيدخلون) عليها فصولا نشرت على أنها لم تنشر)
نقول: حياه الله، فقد أبدع في التسمية، ووفق في تحقيق المقام، ودل على سعة الأفق في الفهم، وكنت أعددت ردا على الأستاذ (بربري)، لكني آثرت المهلة لأرى محجة الأستاذ الأديب (خضر) حتى طالعت إلمامه الشاملة الجامعة بالعدد (٦٩١) من الرسالة الزهراء. .
لكن بقي في النفس شيء، أود تحقيقه توكيداً لفصاحة اللحن المزعوم، فإن العبارة (يريدون أن يضحكوا فيدخلون) برفع الفعل المعطوف سليمة من كل عيب، نابضة بالعروبة الأصيلة بحسب الذوق والتقعيد.
إن العلم يقول:(المفعول به قيد في الجملة)، والمصدر المؤول من أن والفعل في (أن يضحكوا) واقع موقع المفعول به، وتقدير الكلام:(يريدون الضحك) فالفعل المنصوب في واقع الأمر يؤدى مؤدى إكمال (يريدون؛ أما (فيدخلون) فأمر آخر، إذ يراد النص على حدثين (الإرادة والإدخال)، ومقتضى هذا أن يكون العطف المرتب لهما مستدعيا رفع الفعل المضارع المغلوط رفعه في الوهم! ذلك ما نراه ويراه - في اعتقادنا - العلم الصحيح، وتكون الدعوى المهولة من الأستاذ بربري لها مكان البطلان!
لقد سقنا هذا التحقيق من دون ارتجال، فالعلم المرتجل مصيره الزوال، لكنا اعتمدنا على قول ابن هشام في التوضيح:(وقينا الفاء بالسببية ليخرج ما كان منها للعطف على الفعل، أو الاستئناف نحو: ولا يؤذن لهم فيعتذرون)
وبعد، فما أجمل تسمية الأديب المبدع الأستاذ (خضر)! وما أجل العلم إذا بعد عن شهوة