(وتلالها لكين منهما ثالث=جن فهل رد عقله المستعارا)
فهو من بحر الحفيف (فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن) مرتين. . وقد تعثر وزنه فانكسر. . فهل للشاعر الأستاذ النشار أن يصلحه ليستقيم ميزانه. وتسلم القصيدة الفريدة في معناها ومبناها!
(٢) مهيب لا مهاب:
لعل الأستاذ مطر حين قال في قصيدته (من الأعماق) بالعدد المذكور:
(تحررنا من الأغلال فانهض=سليل المجد مرموقا مهابا)
لعله قصد من كلمة (مهابا) إلى ما تؤديه كلمة (مهيب) يهاب فهو مهيب ومهوب، أما مهاب التي وردت في البيت فهي من (أهاب) به يهيب به إذا زجره عن الشيء فهو مهاب أي مزجور. فهي على المعنى المراد للشاعر في البيت خطأ صوابه (مهيب) بفتح الميم كما أوضحت الآن.
محمد محمد الأبشيهى
المدرس بنبروه الثانوية
جلال الدماء في القنال:
إن لهذه الدماء المصرية التي أريقت بغيا وظلما في ساحة القنال جلالا، يجب أن تقدره مصر حق قدره، ويجب أن لا يغيب عن مصري واحد، إن هذه الدماء عزيزة على نفسه عزة دمائه عليه، وأنه لن يستريح له بال ولن يهدأ له خاطر حتى يثأر لها من أعداء الإنسانية والمروءة والرحمة من قراصنة العالم، ومجرى الحروب، وقطاع الطرق. . . أحفاد بريطانيا.
وكأني بالقاهرة المدللة النشوى لم تستيقظ بعد، ولم يطن في أسماعها التي أصمها اللهو والصخب دوى الرصاص على قنال السويس، فهي لا تزل ساردة في عبثها ولهوها، ومجونها وصخبها، وكأن شيئا لم يحدث في بقعة من أعز بقاع مصر. . هي هي كما كانت من قبل ملاهيها وحاناتها وسهراتها، حتى الإذاعة المصرية (النابهة) لا تزال تفرض على الشعب المنكوب الأغاني الساقطة والموضوعات التافهة، والتمثيليات الهزيلة، والفكاهات