وغلام يخطر مغنياً جذلان، ما يعنيه إلا الكرة يرتق فتوقها، واللّدات من الصبيان يتجاذب وإياهم أسباب المسرة في الحارة وعلى ناصية الطريق
وشاب باسم الثغر منبسط الأسارير دنياه هذه الفتاة، له منها في النهار مشغلة وفي الليل مشغلة. ثم. . . ثم هذا الوجه الذي يعرفه صحابتي، على شفتيه ابتسامة عابسة، وفي عينيه سر يبالغ في الاستخفاء، ومن وراء جبينه أماني تصطرع، ودنيا يموج بعضها في بعض
ليت شعري أهذه هي الحياة، أليس فيها أحسن مما رأيت، أهذا كل ما هناك؟
يا ضيعة المنى إن كان الغد يوماً مكرراً مما فات!
أين المثل الأعلى الذي جهدت في تخيله، وأعياني الكد في البلوغ إليه؟ أترى البشرية الضالة قد حطمت تمثاله، وخربت هيكله، أم لا يزال قائماً هناك مختبئاً خلف الغد؟