وانقضت كلماتها على صدري بالهم والوحشة والعذاب، وكأنما أجتمع منها تاريخ سبع سنين طوال، ما يزال في القلب منهن جراحٌ تنزف!
وانثالت الذكريات على نفسي تتمثل من مشاهدها قصة غرام ثائر، أغْفَلَها مُنشِئها قبل أن يبلغ بها إلى نهاية
ورحت أنكت الأرض بالعصا، كأني أفتش تحت التراب عن الجزء الذي مات من قلبي! ورأيت ظلها على الأرض، فاستحيت أن أرفع رأسي وفي عيني دموع!
يا للشباب من حب بلا رجاء! أؤضيع أنضر أيام الحياة مصبوباً على نفسي، أبحث عن أهون ما في الحياة؟
وأين الرجولة إن بذلت شبابي ونفسي لأعدو في ظل فتاة؟
أُتُراها تَجدُ فَقْدِي؟
إن المرأة للرجل إن هي إلا وحيُ المجد ومطلعُ الأمل، فإذا عادت لهفةً ودموعا فما هي امرأة، ولكنها اليأس والحرمان والخيبة!
وتذكَّرْتُ صاحبي الذي أنفلت مني مُهطعاً إلى فتاته، فإذا هي أمامي والفتاة إلى جانبه ذراعاً إلى ذراع
قال:(ما تقول لنفسك؟)
قلت:(أوَ تسمع هَمْس النفس ونجوى الضمير؟)
قال:(قد علمت بعض هذه النجوى. . . أفكنت تتحدث بما تتحدث إلى نفسك، لو لم تكن هذه الشعراتُ البيض تخفي وتلوح في فوْدَيكَ؟)
قلت:(أوَ تراها؟. . . فاسأل صاحبتَك عن خبرها؛ فهل جاءك أن هذا الشيب الباكر يدلّ إلا على شباب القلب؟ ما أحسبك تَعْلمُ حتى تُنْبِئَكَ الشعرةُ البيضاء!)
واستضحك الفتى والفتاة. . .!
وتلاشى الوجود ثانية من أمامي! وإذا أنا في دنيا غير دنياي، وناسٍ غير هذه الناس؛ وإذا المرآة أمامي تجلو لي ما تجلو (الخيالة)، وكأنما اجتمع بها في زمان ومكان تاريخي كله على الأرض منذ تسع وعشرين بماضيه وحاضره، وران ضبابُ أنفاسي على ثلث المرآة
وإذا فيما ظهر لي من المرآة طفل يعدو خلف فراشة، ما ينفك يقفز ويثب