للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبناء على ذلك قلت: إن هذا الحديث معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أثبته الطب الحديث بعد أربعة عشر قرنا - وقلت: إن من كتب بتكذيب الحديث يجهل الناحية الطبية - وأثبت في هذا المقال درجة أبي هريرة راوي هذا الحديث عن رسول الله، وحرص الإمام البخاري صاحب (كتاب البخاري) الذي ذكر فيه هذا الحديث على الأحاديث النبوية. وقد علق على هذا البحث الطبي الدكتور (نجيب بك قناوي) بعدد نوفمبر سنة ١٩٥١ من مجلة (لواء الإسلام) مثبتا لوجود (البكتريوفاج) في الذباب حيث قال بالحرف الواحد: (إنما أود أن أبين باختصار جدا أن مادة (البكتريوفاج) هذه ليست قاصرة على الذباب فحسب، بل يمكن استخلاصها من كل مكان وحيوان، فهي موجودة بكثرة في براز الفراخ وبعض الطيور والحيوانات الأخرى، ومنها الإنسان وحتى الماء والهواء) ثم ذكر مسائل دينية يطلب الإجابة عليها من العلماء الشرعيين، وأورد عبارة عن (المنار) تتعلق بحديث الذباب؛ ثم ختم عزته تعليقه بشكري على هذا البحث في تمحيص حديث الذباب، خصوصا من الوجهة الطبية: (فإنه قرب إلينا نحن الأطباء بحث مادة (البكتريوفاج) في الذباب، ولذا فإني شرعت من اليوم مع بعض زملائي البكتريولوجيين في إجراء بحوث عملية مختلفة على الذباب والبكتريوفاج أي ملتهم الجراثيم سأنشرها عند ظهور نتيجتها، لعلها تبين بطريق أوضح سر معنى حديث الذباب. ومهما قمنا من أعمال وبحوث فما زلنا عند قوله تعالى: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا). وقد رددت على أسئلته الدينية فلم تنشرها لواء الإسلام - ثم عاد طبيبنا الأول فكتب في مجلة الدكتور عدد أكتوبر سنة ١٩٥١ ضد هذا الحديث - كما عاود الكتابة في عدد نوفمبر سنة ٩٥١ من هذه المجلة أيضاً وأيده في ذلك ثمانية من الأطباء المحترمين في هذا العدد بالذات - ونظرا لما ورد في مقالات الطبيب الأول وفي بعض المقالات الثانية حينما أرادوا معالجة (حديث الذباب) أوقعوا أنفسهم في مضاعفات دينية اتسع عليهم فيها الجرح، فذكروا أحاديث مكذوبة نسبوها إلى رسول الله، وفسر بعضهم آيات قرآنية على غير ما أريد منها، وتقولوا على فقهاء الدين وبعض العلماء الإجلاء ما لم يقولوه ورددت على هؤلاء الأطباء التسعة، وطلبت من مجلة الدكتور نشره في المكان الذي نشرت فيه مقالات الأطباء الثمانية ليطلع القراء الكرام عليه كما أطلعوا على هذه المقالات المذكورة، تمشيا مع حرية النشر، وبسط الآراء لجمهور القراء، ووقوفهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>