على الحقيقة، وتصحيحا للأخطاء الدينية التي وردت في مقالاتهم خشية أن يعتقد بصحتها لا دراية له بهذه المسائل. وبكل أسف لم تنشر هذه المجلة الرد بحجة (أنني تهجمت على الأطباء، وأن الرأيين نشرا على الجمهور: رأى المؤيدين للحديث، ورأى الأطباء المخالفين. فعلى كل إنسان أن يختار بين أبي هريرة، وبين شتى الأمراض التي ينقلها الذباب)
قلت لعل الأمر انتهى إلى هذا الحد وأقفل باب الكتابة في هذا الحديث، ولكن عاود طبيبنا الأول الكتابة في هذا الموضوع للمرة الثالثة غير الأولى وأباحت له المحلة ذاتها النشر بعد ما منعت ردنا على الأطباء الثمانية فقال في عدد ديسمبر سنة ١٩٥١:(فالبخاري رحمه الله مظلوم، ولا ذنب عليه، ولم تميز فراسته ما خفي بين طياته (أي الحديث) من شر وعبث بالصحة، وبهذا الدين الحنيف، ولا لوم على البخاري فقد وثق بإنسان فدس عليه هذا الحديث - ولو كان البخاري في زمانه يعلم مضار الذباب التي أثبتها العلم والطب، لاستحى من تدوين هذا الحديث المزعوم مهما كان مركز راويه) ثم تكلم على حديث الآحاد، وحمل حديث تلقيح النخل على غير ما يراد منه
فهل تسمح لنا (مجلة الرسالة الغراء) وتسعفنا ببسط ردودنا على هذه المقالات على صفحاتها وهي المنبر الحر الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، وأنها عودتنا والقراء أن نقرأ لها البحوث الدينية والعلمية والأدبية والآراء الحرة حتى تخلص البخاري من هذا الوصف الذي لا يتناسب مع مركزه؟