المستبد. فتستعين بالأب (عبد الرازق)، وإذا به يأذن لولده بالخروج ليؤدي واجبه، فتصرخ الأم باكية، فيذكرها بماضيها في دنشواي. .
وفي دنشواي، نرى حادث قتل أم محمد، شقيقة عبد الرازق برصاصة أحد جنود الجيش البريطاني، ونرى مستر متشل المستشار الإنجليزي لوزارة العدل يجري التحقيق في منزل العمدة، وقد أتهم في الحادث حسن محظوظ والد رزقة، وعبد الرزاق خطيبها. . وينفذ حكم الإعدام في حسن محفوظ وزميليه. . ويفر عبد الرازق ورزقة إلى الإسماعيلية. .
وتنتهي حوادث المسرحية في الإسماعيلية، حيث ينقذ عبد الرازق ولده عادل وخطيبته سلوى ورزقة، ويقف وحده ليواجه جنود الجيش البريطاني الذين جاءوا للقبض على ولده، وينسف المنزل على نفسه وعلى أعدائه. .
. . ومن هذا العرض السريع للمسرحية، يتضح لنا أن المسرحية تصور الحاضر، والماضي. ولقد ربط المؤلف بين الماضي والحاضر بشخصيتي الأب والأم ولجأ إلى الرمز في تصويره للحاضر، فاختار أحداثه من المخيلة ليرمز للواقع وأتجه في تصويره للحقائق التاريخية إلى التركيز، فاتخذ قمم الأحداث وأستعان بالخيال في تصوير الدوافع النفسية التي تحرك أشخاص التاريخ، وبهذا بعث فيهم الحياة، وأبرز الماضي في صورة تثير الفكر والعاطفة.
. . والجو العام لهذه المسرحية مزيج من الدراما والكوميديا. . الدراما التي تمثل مآسي الظلم. والكوميديا التي تصور السخرية الثائرة على الأوضاع المقلوبة في الحياة. . ولقد بدت مشاهد الكوميديا موزعة في المسرحية لنمهد لضربات المأساة. وكانت شخصية الأسطى عطية تمثل الخط الكوميدي في الجزء الذي يصور الحاضر، وشخصية الشيخ محمد تصور امتداد هذا الخط في الجزء الذي يصور الماضي. ولقد كان الضحك في هذا الخط نتيجة للمفارقات الطبيعية المتصلة بالأحداث، كموقف الشيخ محمد عند التحامه بمستر متشل، ومحاولته تضليل ضابط البوليس حتى لا ينقبض على عبد الرازق.
والزمن في المسرحية يبدأ بالحاضر، ثم يعود إلى الماضي، ثم يرجع إلى الحاضر. وهذه الحركة تسمى في السينما وهي نادرة الحدوث في المسرح. ولقد استخدمها المؤلف في هذه المسرحية لتحقيق غرضين. . الأول رمزي. . فهو يرد شعورنا بكراهية الإنجليز اليوم