إلى الألم الكامن في اللاشعور المصري نتيجة لكبت الظلم في الماضي. أما للغرض الثاني فهو فن. . قصد به التخلص من التسلسل التاريخي الذي ينجح بالمسرحية إلى العرض. . وأريد به المقابلة بين أحداث الحاضر وأحداث الماضي، وهذه المقابلة تزيد من قوة الحادث المسرحي. . وأحداث الماضي، وهذه المقابلة تزيد من قوة الحادث المسرحي. . ومن ناحية أخرى فإن هذه الرجعية الزمنية تساير حركة الفكر عندما يعود إلى تذكر الماضي.
. . والحادث المسرحي يصور حياة أسرة مصرية في الماضي والحاضر، وحياة هذه الأسرة تمثل حياة مصر في الماضي وفي الحاضر. . والصراع بين هذه الأسرة وبين البريطانيين نتيجة لما حل بها من ألم وظلم يمثل الصراع بين مصر وبينهم. . والرابطة بين ماضي الأسرة في المسرحية وحاضرها هي رابطة الدم التي تصل عبد الرزاق بولده. . وهي تمثل نفس الرابطة التي تصل أبناء اليوم بآباء الأمس الذين حل بهم الظلم في دنشواي وغيرها من مآسي الاستعمار. . وبهذا قابل المؤلف بين حياة تلك الأسرة الصغيرة التي ظهرت على المسرح. . وحياة الأسرة الكبرى التي يرمز إليها. . واستطاع بهذا أن ينقل التجربة التي تلقاها من الحياة ويطبقها في عمله الفني.
ومن حيث تصوير الأشخاص. . اتجه المؤلف في تصويرهم اتجاها رمزيا. . فعبد الرازق يرمز للماضي المستعمر في الحاضر. . وعادل يرمز للحاضر المستعمر في المستقبل. . والشيخ محمد والأسطي عطية يرمزان لروح الشعب المصري في الماضي والحاضر، وسلوى تمثل الفتاة المصرية التي تساهم بنصيبها في الجهاد. . ومستر متشل يمثل روح الاستعمار البريطاني. وسنتناول بالتحليل شخصيتين: الأولى خلقها المؤلف من المخيلة. . والثانية استمد اسمها ودورها من التاريخ، أما بقية الصور فمن خلقه. .
. . فقد أبرز الشيخ محمد مؤمنا بالله، صادقا بفطرته، طيب القلب ساخطا على الظلم، يعبر عن سخطه المكبوت بسخريته اللاذهعة، وإذا جرح شعوره الديني فإنه يثور ثورة عابثة ولا يبالي بالحياة. . ولقد حرص المؤلف على أن يجعل الأحداث التي يشترك فيها تبرز هذه الخطوط، وفي نطاق الواقع النفسي والفكري للشخصية المصرية
ولقد أبرز المستر متشل متظاهراً بالعدل وهو ظالم، يتهم بالقتل وهو قاتل، ويغضب من الحق، ويؤمن بالباطل، وبهذه الخطوط لخص المؤلف روح الاستعمار في شخصية متشل،