للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمل الشر. أما أنا فالخطيئة تركتني

- وهل أنت وحيدة دائما يا لو كريا؟ كيف تعملين لتطردي الأفكار عن نفسك؟ وعلى الأقل ألا تنامين كل الوقت؟

- لا يا سيدي! لا أستطيع أن أنام. حينما أريد وبدون أن أحس الآلام الكبيرة أجد في أعماق نفسي آلاما صماء تتمشى في عظامي، وهذا ما يحرمني النوم. لا أظل على حالة واحدة هادئة دون تفكير أحس أنني أحيا. أنني أتتنفس، وهذه كل حياتي، أنني انظر واسمع. تدوي أسراب النحل وتسقط حمامة على السقف وتمشي، ودجاجة تقاسم فراخها فتاتاً أو عصفورة أو فراشة تحوم. هذا كله يدخل السرور في نفسي، ومن عامين طرق السنونو هذا المكان، وبنى - هنا - عشا، ما اجمل هذا!

وفي بعض خطراتي اردد صلوات، ولكني لا اعرف منها كثيراً، ولماذا اضجر الإله الصالح مني؟ وماذا اطلب اليه؟ أنه يعلم حاجتي اكثر مني. أنه أرسل إلى صليبه وهذه علامة محبته لي. اعرف صلاة (يا أبانا) وصلاة (السلام عليك يا مريم) ثم أراني احلم في شيء. . . وهكذا الزمن يمضي

(وهنا يعرض عليها (تورجنيف) أن يقتادها إلى مستشفى في المدينة ولكنها ترجوه ألا يفعل)

- أنني اعرف يا سيدي أن فيما تعمله خيرا لي، ولكن هل في الإمكان مساعدة لآخرين؟ هل يمكن قراءة ما في النفوس؟ إنما يجب على الإنسان أن يجد مساعدة في نفسه. انك لا تؤمن به. في بعض خطراتي وأنا مضطجعة وحدي أحس أن لا أحد على الأرض غيري، وان لا أحد لي سواي، واشعر بان بركة تتنزل على. . . تساورني أفكار تبعث على الدهشة

- وأية أفكار تساورك يا لو كريا؟

- يستحيل الإفضاء بها يا سيدي! لأنها مما لا يمكن التعبير عنه. ثم أنساها. ثم يعرض لي ذلك كسحابة تمر فوقي. وعنها أحس نداوة تغمرني. ما هذا! لا اعلم عنه شيئاً. ولكني أقول: لو كان واحد معي لما وجد له مكانا. لا أحس شيئا إلا رزيئتي

وهنا تنهدت لو كريا تنهدا شديدا ولكن صدرها لم يسعفها على التنهد اكثر من بقية أعضائها

<<  <  ج:
ص:  >  >>