(دنشواي الحمراء) فأقول أن هاتين المسرحيتين لم تروقا للأستاذ المعقب، ولا وضعا ولا معنى، ويزعم أنهما لا تحققان الأغراض القومية التي نوهنا بذكرها في مختلف المناسبات، ثم يحلو له بعد هذا أن يتهكم. ولماذا؟ وفيم التهكم؟
يزف الأستاذ المعقب كلاما إن دل على شيء فعلى أنه لم يحسن تفقه هاتين المسرحيتين. وهذا مما يؤسف له! أو هو علم وتفقه ولكنه يعتسف النقد اعتسافا ليطلع برأي يخالف آراء من شاهدوا هاتين المسرحيتين الطريفتين، وتفضلوا بالكتابة عنهما في مختلف الصحف، وهذه محنة! أو هو هذا وذاك. ويزيد أن اطلاعه في الأدب المسرحي الغربي ليس على الوجه الكامل، بدليل أنه ينتقص قدر مؤلف مسرحية (دنشواي الحمراء) لأنها لم تجمع بين دفتيها فوق ما جمعت من مواطن النضال والفداء، مواقف العمال والجنود والحكومة ومن إليهم. . وكأن المسرحية في نظره ملحمة من الملاحم، يجب أن تحيط بكل كبيرة وصغيرة وشاردة وواردة، مما يصح أن يجري في محيطها.
وفي هذا نمسك عن الكلام ولا نتهكم ولا نسخر، وأدع تفنيد مزاعمه تفنيدا مسهبا لمؤلفي المسرحيتين. .
واكتفي بأن أقول للأستاذ صلاح ما قاله غيري في مثل ما نحن فيه (شيئا من الرفق ليجمل النقد، وكثيرا من العدل ليستقيم الميزان)