المصري - كما هو معلوم لكل متتبع مراحل تطوره إلا الأستاذ صلاح بالطبع - كان في اكثر مسرحياته المحلية يتناول مشاكل حياة الاجتماع في مصر، وفي القليل من مسرحياته لتنبيه الوعي القومي، وذلك في نطاق ما بين يديه من وسائل، وفي حدود الحرية التي يجيزها الرقيب الحكومي، وما دبجته الأقلام المصرية في هذا، بين ما هو مقتبس ومؤلف بل ومترجم، فيم الحجة على ما نقرره.
وإذا صح ما يزعمه الأستاذ صلاح من أن المسرح المصري قد قصر عن إدراك هذا الشأو، فاللوم لا يقع على أصحاب الفرق والممثلين، وإنما ينصب بكليته على من يكتبون للمسرح رواية وتوجيها ونقدا. وأسأل نفسي أين كان الأستاذ المعقب (والتعقيب كالنقد سهل وميسور، والإنشاء صعب وعسير) أين كان. . . وهذه أول مرة نطالع له كلاما على المسرح؟؟
ثم يأتي نصيب (فرقة المسرح المصري الحديث) من لوم الأستاذ المعقب ومن تقريعه، فإذا يؤكد ما قررته من أن الأستاذ ركب من التجني ومن الإقساط ما ركب. .
وآية هذا أنه ما أن هبت مصر هبتها القائمة حتى قطعت الفرقة الحديثة ما بينها وبين ما كانت تقدمه في عامها الأول من المسرحيات العالمية المترجمة، وقدمت مسرحيتي (مسمار جحا) و (دنشواي الحمراء) وهما من وضع أقلام مصرية حاذفة أحست النبض الذي يدق في قلب كل مصري فجاءت كل مسرحية منهما تعكس في مشاهدها صورا ورؤى مما يعمر رؤوسنا في هذه الفترة العصيبة من حياة مصر.
قدمت الفرقة الحديثة هاتين المسرحيتين وقد استجابت إلى ما يصح أن يطالعه الجمهور فوق المسرح، ولما يمض على حياتها أكثر من عام وربع عام. هذا في حين أن فرقة مصرية أخرى تحظى بإعانة وزارة الشئون الاجتماعية ورعايتها، لم تقدم شيئا من هذا، بل قدمت قديما من مترجمات ومقتبسات مما خفت مؤنته الفنية والأدبية من الأدب الفرنسي والإنجليزي، ومما لا يتجاوب مع ما يستبد بنفوس الجمهور في كثير أو قليل، وذلك بين مسرحي الأوبرا الملكية وحديقة الأزبكية!
وقع هذا وأمره معلوم، ولكن الأستاذ المعقب المحاسب لم يتعرض له في شيء. وأترك للقارئ أن يرد على الأستاذ المعقب بما يراه. وأعود إلى مسرحيتي (مسمار جحا) و