أوربا أو أمريكا لمنطقة الشرق الأوسط، وأقيم بها مركز تموين لتحقيق كفاية نفسها بنفسها. . فإذا أضيفت إلى منطقة الشرق الأوسط تلك المساحات الإسلامية من الشرق الأقصى تمت الكفاية الذاتية، وثبتت تلك الوحدة الكاملة الاقتصادية.
وهي حقيقة فكرية وشعورية؛ فهذه الكتلة المترامية الأطراف يجمع بينها رباط فكري واحد ورباط شعوري واحد. رباط العقيدة الإسلامية، والتفكير المنبعث منها، والنظام الاجتماعي المتأثر بهذه العقيدة، حتى بعد أن طغت عليها النظم الغربية، وبعد ما بعد الكثير من حكوماتها عن حكم الإسلام وتعاليم الإسلام. وما تزال هذه الكتلة تملك ذلك الرباط الواحد الذي تستمسك به جميعا
إن هذه المقومات المتعددة المتكاملة لا يجتمع مثلها لواحدة من الكتلتين الشرقية أو الغربية. فهذه أو تلك تمتلك بعض هذه المقومات، ولكنها لا تملكها مجتمعة، كما تملكها الكتلة الإسلامية، أو العالم الإسلامي. . وإذن فلا مجال للتشكيك في قوة المقومات التي تملكها هذه الكتلة، ولا في قيمتها، ولا في أنها مقومات طبيعية، غير مصطنعة ولا متكلفة. وليست ناشئة من مجرد الرغبة في تكوين كتلة ثالثة؛ وإنما هي تفرض نفسها فرضا، وتحتم قيام هذه الكتلة المستوفية لكل شروطها ومقوماتها هذه بديهية واضحة لأنها تعتمد على الواقع المشهود. . ولكن الكثيرين يحاولون التشكيك فيها بشتى الوسائل. ففريق يزعم بأن العالم اليوم ينقسم إلى كتلتين اثنتين: الشيوعية في جانب، والرأسمالية في جانب. ويزعم أن لا سبيل إلى اختيار طريق ثالث، فإما أن ننضم إلى الكتلة الشرقية أو أن ننضم إلى الكتلة الغربية. . وليس أكذب من هذا الزعم ولا أبعد منه عن الحقيقة الواقعة التي ينطق بها الواقع المجرد من وجود كتلة ثالثة لها كل مقوماتها، ولها كل إمكانياتها.
وفريق يزعم أن الكتل لا تقوم على أساس الوحدة الجغرافية، ولا الوحدة الفكرية الشعورية. . إنما تقوم على أساس النظم الاجتماعية. والنظم الاجتماعية التي يعرفها العالم هي الشيوعية في الشرق والرأسمالية في االغرب. ولا سبيل إلى الحديث عن أي نظام اجتماعي آخر. فإلا تكن الشيوعية فهي إذن الرأسمالية ولا ثالثة لهما. . وليس أبعد من الحقيقة عن هذا الزعم القائم على الجهل، وإن كان يلبس ثوب العلم! فهناك نظام اجتماعي ثالث مستقل كل الاستقلال عن النظام الرأسمالي وعن النظام الشيوعي. نظام كامل شامل، له رأيه في