الحكم، ورأيه في توزيع الثروة، ورأيه في العلاقات بين العمال وأصحاب العمل، وبين الملاك والفلاحين، ورأيه في علاقة الأفراد بعضهم ببعض، وعلاقة الأفراد مع الدولة، وعلاقة الدولة بالدول الأخرى. . وهو يصدر في كل هذا عن فكرة مستقلة غير الفكرة الرأسمالية وغير الفكرة الشيوعية. وقد يلتقي بهذه أو بتلك في بعض الجزئيات، ولكن له في النهاية هيكله الخاص، وفلسفته الخاصة، وتنظيماته الخاصة. . وهو حين يقاس إلى الرأسمالية أو إلى الشيوعية تبدو هذه كما تبدو تلك نظما متخلفة بالقياس إلى النظام الإسلامي الاجتماعي مشحونة بالأخطاء والمظالم والتعسفات. كما تبدو أقل قدرة على التطور وعلى مسايرة نمو البشرية من النظام الإسلامي.
وفريق يزعم أن هذه الكتلة الإسلامية من الضعف اليوم بحيث لا تملك أن تصبح كتلة ثالثة تقف تجاه الكتلتين أو إحديهما. وأن العالم الإسلامي قد أدى دوره قديما ولم يعد له دور جديد. . وهذا الزعم قد يكون مفهوما حين تردده إحدى الكتلتين المتعاديتين. لأن الكتلة الغربية المستعمرة تردده لتقتل كل محاولة للتخلص من ربقة الاستعمار البغيض. والكتلة الشرقية تررده كي تفهم الشعوب الإسلامية المستعمرة أو وسيلتها الوحيدة للتخلص من الاستعمار هي الارتماء في أحضان الشيوعية، وأنه لا أمل في أن يكون لها هي نفسها كيان خاص ستقل. . هذا مفهوم. . فأما حين نردده نحن، أو حين نؤمن به، فهذا هو العجب المنافي للرغبة البشرية الطبيعية في أن يكون للمرء كيان خاص، واحترام خاص. وإن هو إلا المسخ الذي يصيب الفطرة. وما يقول بهذا إلا الممسوخون الذين حولتهم دعاية هذه الكتلة أو تلك إلى فئات آدمي وحطام! إن العالم الإسلامي حقيقة واقعة. وإن كانت هذه الحقيقة قد خف وزنها فترة من الزمن، أصاب الكتلة الإسلامية فيها ما أصابها من الوهن والضعف، حتى وقعت في قبضة الاستعمار. . فإن كل الدلائل تشير اليوم إلى أن هذه الفترة قد انقضت، وأن البعث قد آن أوانه، وأن القوة الكامنة في هذه العقيدة ما تزال تعمل؛ وأن هذه القوة لم تمت ولم تنطفئ، ولكنها كانت تجتاز فترة تكون وتجمع. وقد اجتازتها الآن. .
لقد انبعثت دول إسلامية جديدة، ولقد نهضت أمم إسلامية وشعوب. ولقد انبعثت الشعلة المقدسة تضيء من أقصى العالم الإسلامي إلى أقصاه. ولقد تناءت شعوب العالم الإسلامي