كله كتلة واحدة، وراحت تتجمع تحت راية واحدة. . الراية التي أظلتهم أول مرة، فاندفعوا تحتها إلى أقطار الأرض جميعا. .
ولقد خفتت أو كادت تلك الأصوات المنكرة التي كانت تدعو إلى القومية الهزيلة الضيقة وراء الحدود الصغيرة المصطنهة. وتبين للغالبية الساحقة أن القومية الإسلامية هي القومية الحقيقية التي تجمع بين هذه الشعوب. وإن حدود الوطن الإسلامي هي الحدود الحقيقية، وما عداها كله فخاخ وضعها الاستعمار ليقع فيها الغافلون والمغرضون. ثم يتفرق الوطن الإسلامي إلى دويلات صغيرة ضئيلة عاجزة. تحت عنوانات القوميات! ثم لا يفيد من هذا أحد كما يفيد المستعمرون الذين واجهوا العالم الإسلامي وما يزالون يواجهونه بروح صليبية وبسياسة صليبية، يتابعهم فيها أعداء هذا العالم الإسلامي في الشرق والغرب سواء.
إن العالم الإسلامي حقيقة واقعة. وما عاد يجدي أحد أن يقف في طريق بروزها بعد اليوم. والكتلة الثالثة ضرورة إنسانية لتحقيق غرضين أساسيين من أغراض البشرية في هذا الطور من التاريخ:
الغرض الأول:
هو تحقيق استقلال جميع الشعوب المستعمرة، والقضاء على الظل الاستعماري البغيض في الأرض. فلقد استطاع الاستعمار أن يتصيد الشعوب الإسلامية واحدا واحدا، حينما تمزقت وحدتها الكبرى، وضعفت عن حماية أنفسها فرادى. فإذا ارتدت اليوم إلى نوع من الوحدة في صورة تكتل ذي كيان جغرافي واقتصادي واجتماعي. . ثم عسكري أمكن أن تصمد للاستعمار، وان تتخلص من براثنه، دون أن ترتمي في أحضان الشيوعية. . وإن كان هذا لا ينبغي ان تمد يدها إلى الكتلة الشرقية من الناحية السياسية لا الناحية الاجتماعية، فيما تتفق فيه مصالحهما. ومصالحهما تتفق عند مكافحة الاستعمار. وفي هذا المجال تستطيعالكتلتان الشيوعية والإسلامية أن تؤديا دورا مشتركا في هذا المجال وحده. وفيه الكفاية والخلاص من الاستعمار
الغرض الثاني:
هو تجنب البشرية ويلات حرب ثالثة - أو على الأقل تأخيرها إلى أطول أمد ممكن.