وأصبح أهله في حاجة إلى دعوة قوية صادقة تصرفه عن الشر إلى الخير، وعن الفساد إلى الصلاح، وما هذه الدعوة إلا دعوة الإسلام.
الثاني: أن الغرب أثر فينا تأثيرا سيئا وصل الأمر فيه إلى حد الاستخفاف بديننا، وقياسه على غيره من الديان، فقد أخذنا عن أوربا فيما أخذنا أن الدين يجب أن يكون بعيدا عن ميدان السياسة والحكم، وأن يقصر على الأخلاق والتهذيب والأمور الزوجية، وإذا صح أن يقال عن دين من الأديان، فإنه لا يقال عن الإسلام دين العلم والعقل والعزة والقوة، وقد تكفل بوضع منهاج صالح للحيلة السعيدة بشهادة أعدائه وأصدقائه.
هذان هما الأمران اللذان يرجع إليهما ما نراه من إهمال للأزهر، واكتفاء بأدنى غايتيه، وهو أن يكون معهدا للتعليم والتخريج، دون أن يكون حاميا للشريعة واللغة، مبلغا تراثهما إلى الناس أجمعين. وما مثل الأزهر على هذه الحال إلا كمثل مريض يعيش بإحدى رئتيه، فليس العجب أن يعيش ضعيفا عاجزا، وإنما العجب في أن يطول على ذلك بقاؤه، ولكل أجل كتاب.