أن يقاومها أو يدفعها أو يعبث بها لأنه سيبوء بالفشل لا محاولة لأن الله هو الذي يحفظنا (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ولم أجد قط تعريفاً للواجب خيراً من هذا.
ولا يكون الإنسان مصيباً إلا إذا سار على منهاج الإسلام وهو الدين القويم، لأن الفلاح في اتباعه (إذا كان منهاج الدنيا طريق الفلاح).
إن من فضائل الإسلام التضحية بالنفس والمال في سبيل الله، وهذا لا شك أعظم وأشرف ما نزل من السماء على بني البشر الله، إن الإسلام نور الله قد ظهر في روح مجمد ذلك الرجل العظيم، فأنار الدنيا وبدد ظلماتها، تلك الظلمات التي كانت تنذر بالهلاك والخسران المبين.
وقد جاء به من عند الله ملك عظيم سماء (محمد) وحيا، وقد صدق إذ سماء هذا الاسم، فمن منا يستطيع أن يسميه اسما آخر، ألم يجيء في الإنجيل (أن وحي الله يهبنا الفهم والإدراك) ولا شك أن العلم ببواطن الأمور والنفاذ إلى جوهر الأشياء لسر غامض وأمر خطير لا يكاد المنطقيون يلمسون منه إلا قشوره، وقد قال نوفاليس: أليس الإيمان هو المعجزة الحقة الدالة على الله به).
إن شعور النبي محمد الذي ضاءت روحه بنور الحقيقة الساطعة بأن هذه الحقيقة أهم ما يجب على الناس أن يعلموه ويؤمنوا به، لم يكن إلا أمرا بديهياً. وما دام الله تعالى قد اختصه بها وكشفها له ونجاه من الهلاك والتردي في الباطل فهو مضطر إلى نشرها بين الناس وإظهارها للعالم أجمع، وهذا كله معنى كلمة (محمد رسول الله) وهذا هو الجلي والصدق المبين وهو روح الإسلام وجوهره.
فهل بعد هذا يستطيع المكابرون أن ينكروا فضله ويجحدون مزاياه ثم يقولون ما هو الإسلام.