التأليف وأحيوا صناعة التصنيف في علوم البلاغة. فعائشة الباعونية (٩٢٣هـ) وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (٩٢٧هـ) وابن كمال باشا الحنفي (٩٤٠هـ) يعدون جميعاً في نظر (المنهج العلمي) تلاميذ السيوطي - حكما - وإن لم يحظوا بالجلوس في حلقته والحضور عليه. ولكنهم تأثروا بالأصداء العلمية التي تركها السيوطي في عصره ولمحناها في شخصيته.
وليس أدل على ذلك من أن عائشة الباعونية التي كانت معاصرة للسيوطي سافرت من دمشق إلى القاهرة لتغترف من بحار العلوم والمعارف حتى أجيزت بالإفتاء والتدريس. ووضعت على الطريقة التحليلية التي استنها أستاذها السيوطي بديعيتها التي تسمى) الباعونية (في مائة وثلاثين بيتاً سارت فيها على طريقة السيوطي. كما وضعت أخرى تسمى (الفتح المبين في مدح الأمين) في مائة وسبعة وأربعين بيتاً، منتهجة طريقة السيوطي في الإكثار من البديعيات والعناية بتحليلها وشرحها. وهكذا كان السيوطي وتلاميذه يعنون في بديعياتهم بالتكثر والمقارنة وضرب الشواهد والشرح لكل ما يذكرونه من فنون البديع.