كتب الكاتب القدير الأستاذ أحمد محمد بربري مقالا قيما بجريدة الأساس تحت عنوان (خطأ مشهور) أجرى فيه الحوار بينه وبين شيخه على طريقته المعهودة. وقد جاء على لسانه:(ويأتي بهذا النص الذي تقول أنه منعدم)؛ فأتى باسم الفاعل من (انعدام) الذي أقول أنه معدوم. وهذا خطأ قديم وقع في كلام كثير من الكتاب والفقهاء والمتكلمين.
وأغلب الظن أن هذه هفوة من الأستاذ بربري، وإلا فكيف غاب عن شيخه وعنه أن صيغة (انفعل) لا تؤخذ من (العدم) لأنها مختصة بما هو علاجي محس، وواضح أن العدم لا يلمس ولا يحس. وزيادة في الإيضاح ولأن الأستاذ بربري لا يؤمن إلا بما نقل عن العرب وورد فيه نص صريح فإني أحيله إلى قول (المنجد): (ولا يبنى انفعل إلا مما فيه علاج وتأثير، ولهذا لا يقال علمت المسألة فإنعلمت، ولا ظننت الأمر فأنظن لأن العلم والظن مما يتعلق بالباطن وأثرها ليس محسوساً)، وإلى (محيط المحيط) ففيه: (يقول المتكلمون والفقهاء وجد فأنعدم والصواب وجد فعدم لأن الانفعال للعلاج والتأثير، وليس العدم والإعدام في شيء من ذلك كما لا يقال علم فإنعلم).
فكان الواجب عليه أن يقول:(ويأتي بهذا النص الذي نقول أنه معدوم).
٢ - خطأ نحوي
جاء في مقال بالهلال (عدد يناير) للدكتورة الفاضلة (بنت الشاطئ) تحت عنوان (الثائرة): (ولم تك النميمة سوى رصاصة. .)، وفي هذا التعبير مجال للقول والنقد؛ لأن من القواعد المتقررة أنه لا يصح حذف النون من (يكن) إذا وقع بعدها ساكن؛ ولهذا ثبتت في قوله تعالى:(لم يكن الله ليغفر لهم)، وقوله تعالى:(لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب)، وأما قول الشاعر:
فإن لم تك المرآة أبدت وسامة فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم