- إنك معدوم الضمير. . . لقد دقعتها إلى التخلص من ثمرة فعلتك المنكرة ثم قضيت عليها بقسوتك وإعراضك. .!!
- نعم. أخبرتني بذلك. ولكن ما شأني بذكريات أدراجها تعاقب السنين في لفائف العدم، وتراكم عليها غبار تسعة عشر عاما انقضت. لقد مات الماضي يا صديقي، فدعنا منه. . وإلى اللقاء عند (سلوى) الراقصة الحسناء. .
- لتذهب إلى الشيطان، فلن نلتقيا ثانية. . لقد عقدت العزم على الرحيل بعيدا عنك. .
- كما يحلو لك. . آه. . . نسيت أن أترك لك العنوان.
وانتزع من مفكرته ورقة قذف بها إلى صديقه وهو يتابع في برود وعدم اكتراث:
- هاك العنوان. . وحذار أن تتأخر كثيراً، فسنكون في انتظارك. . .
وغادره وصدى ضحكاته الساخرة يرن في أذنيه. . .
وصاح (جلال) به يستمهله. . ولكن صوته لم يصل إلى سمعه. . فاختطف معطفه وغادر المنزل بدوره.
. . . وهناك على الفراش. . كانت الفتاة مستلقية في استرخاء، وقد ارتدت غلالة رقيقة، يشع من تحتها بريق الفتنة الطاغية، وسحر الجسد البديع التكوين، وعبق جو الحجرة برائحة عطر نفاذه تدبر الرؤوس، وتخدر الأعصاب. . وعلى قيد خطوة من الفراش، وقف (كمال) بقوامه الفارع، وجسمه الرشيق الفتى. . برغم أنه يحمل كاهله عبء أربعين عاماً سلخها من حياته. .
ونهضت الفتاة في استرخاء محبب، ولم تلبث أن قفزت من الفراش في رشاقة وخفة، وطبعت على شفتيه قبلة خاطفة، وأسرعت بالابتعاد قبل أن تنطبق عليها ذراعاه، ويهصر عودها الرطب بين أحضانه. . وراحت تنثني وتنفرد أشبه بحية تتلوى وهي تدور في الحجرة راقصة منتشية، وقد لمعت عيناها ببريق عجيب. . .
وفارق (كمال) ثباته، وثارت مشاعره، واستيقظت غرائزه البهيمية فراح يضيق عليها الخناق حتى تمكن من الإمساك بها. . . وجذبها إليه في عنف، ورغبة جامحة. . فكاد يحطم عظامها. ولكنه ما عتم أن تراخت ذراعيه، وتخلى عن الجسد الغض الطري الذي