أن بعض القبائل الكبشاكية التي اتصلت بالروس غالبا ما كانت تعتنق المذهب الارتوذكسي. وهذا الكلام يصدق فقط على الكبشاك الرحل، أما أولئك الذين سكنوا المجاري السفلى لنهر الفلجا فلا اعتقد أنهم اتصلوا أدنى اتصال بالروس.
ومن حسن الحظ أن أجد تأييداً لما ذهب إليه من مؤرخ روسي آخر يدعى أ. يا كويوفسكي في كتابة عن عصر هؤلاء البرابرة الذهبي نقتطف منه ما يأتي:(أن الغالبية العظمى من الكبشاك عاشت معيشة ارتحالية، غير أن قسما منهم اخذ يستبدل بهذه الحياة الزراعية المستقر تدريجياً. (واستولى الكبشاك على الممتلكات الواسعة التي خلفتها المملكة السابقة، وكان الخزر إذ ذاك يحيون على ضفاف الفولجا حياة زراعية بحتة، واعتاد هؤلاء الغزاة هذه الحياة، ولكنهم راحوا يفقدون لغتهم ومميزاتهم العنصرية. على الرغم من احترافهم الزراعة، وتحضرهم).
ويذكر يا كويوفكسي أن غزو الكبشاك، لم يوفق التجارة بين حوض الفولجا الأسفل والأقطار الإسلامية، تلك التجارة التي كانت منتعشة قبل مجيئهم. وبعد ذلك يمضى في تأييد ما ذهب إليه عن كيفية إسلام الكبشاك حين يقول:(وفي نفس الوقت الذي كانت التجارة آتية من الشرق، كان الإسلام يسير معها، مخترقا مدن الفولجا شيئاً فشيئاً. (وأن اعتناق سكان مدن الفولجا الإسلام، وخاصة المراكز المهمة، مثل بلغار وإتل (عاصمة مملكة الخزر السابقة)، كان نتيجة للأعمال التبشيرية التي قام بها التجار والصناع).
وما أشرت إليه في هذا المقال عن إسلام كبشاك حوض نهر الفولجا الأسفل، يتفق وما جاء في كتاب بار تولد عن إسلام برابرة العصر الذهبي. يقول بار تولد:(لقد كان لثقافة العالم الإسلامي العالمية في ذلك الوقت اثر كبير على إسلام رؤساء الأقوام الذين كانت العقائد المسيحية متغلغلة بينهم، أكثر من تغلغل الديانة الإسلامية بين الكبشاك. أما الأليانين (أو الأوسيتين اليوم فقد كان يصفهم المؤرخون بأنهم مسيحيون. إلا أن ابن بطوطة الرحالة الإسلامي الشهير قابل في سراي (وهي عاصمة مملكة البرابرة)، وتقع في مجرى الفالجا الأسفل، قسيما من الألينين الذين اعتنقوا الدين الإسلامي).
ويصف بعد ذلك بار تولد إسلام ببرك خان شقيق مانوخان (مؤسس عصر البرابرة الذهبي). والذي حكم من ١٢٥٤ - ١٢٦٦، واشتهر بتعلقه الشديد بالدين الإسلامي، يقول